ميدل آيست آي عن لبنان الحرب على الباب
حذّر هشام صفي الدين، الأستاذ المحاضر في مادة تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة كينغز كوليدج في لندن، من أنّ الفشل في حل الأزمة الاقتصادية والسياسية اللبنانية بموجب أسس عادلة سيؤدي إلى ازدياد مظاهر العنف في البلاد.
وانطلاقاً من الانهيار الاقتصادي غير المسبوق والشلل السياسي الحاصل وبلوغ النزاع الاجتماعي أعلى مستوياته واشتداد وتيرة الحروب الإقليمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية،
تساءل صفي الدين في مقالة رأي نشرها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عما إذا كانت الحرب على الأبواب.
وكتب صفي الدين: “ما زالت احتمالات اندلاع نزاع مسلح شامل بمستوى ما حصل في العام 1975 (في إشارة إلى الحرب الأهلية) متدنية.
لكن لا ينبغي للحروب الأهلية أن تكون نسخة عن سابقاتها، إذ تولّد الظروف الجديدة أشكالاً جديدة من النزاع”، موضحاً: ”
بموجب السياق الراهن، سيوفر عدم الاستقرار السياسي الطويل الأمد والفقر واسع النطاق أرضية خصبة للمواجهة العنيفة إذا ما أصبحت العوامل الإقليمية والدولية مؤاتية”.
وفي حديثه عن الاعتبارات الجيوسياسية، أكّد صفي الدين أنّ لاعبين خارجيين يحددونها في الوقت الراهن، وهم الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والسعودية، قائلاً: ”
لا يهتم أحد منهم بإصلاح اقتصاد لبنان السياسي أو النظام، إلا بقدر ما يؤثر ذلك على البند الوحيد المدرج على جدول أعمالهم:
مقاومة الحزب ” المسلحة في وجه إسرائيل وتدخلاته الإقليمية في سوريا واليمن في مواجهة محورهم”.
في هذا الصدد، شدّد صفي الدين على أنّ ركوب موجة لوم “حزب الله” على المشاكل المالية والسياسية اللبنانية “خاطئة” وإمّا محاولة “ساذجة” أو “سطحية” أو “شريرة” لتحويل المطالب المحقة للتغير إلى أداة لتأجيج المواجهة الإقليمية وزيادة تأثيرها المباشر على الجبهة اللبنانية بشكل مباشر.
وبناء على قراءته الظروف الراهنة، أكّد الكاتب أنّ “نطاق وشكل هذه المواجهة على هذه الجبهة سيحدده ميزان قوى عسكري ودور الحرب الديبلوماسية والاقتصادية المتنامي”.
على مستوى حدود المواجهة العسكرية، اعتبر صفي الدين أنّ قدرة الحزب على تحديد بداية ونتيجة الحرب الأهلية “مبالغ فيها مثل دوره في الأزمة الحالية”، مبيناً أنّ جميع الأحزاب اللبنانية تمتلك أسلحة “وإذا توفر التمويل الأجنبي، يمكنها تجديد مخزونها بسرعة”.
كذلك، أكّد صفي الدين أنّ دور الجيش سيكون “حاسماً”، متحدثاً عن عامل آخر يحدّ من دور “الحزب
وكتب صفي الدين: “قد يتمتع الحزب بالقوة المسلحة لإلحاق هزيمة سريعة بالمجموعات شبه العسكرية، إلاّ أنّ الصمود مسألة أخرى”، مضيفاً:
“سيمنعه المنطق الطائفي من تأمين الأراضي خارج معاقله الحالية في غياب حلفاء راغبين من طوائف أخرى”.
وإضافة إلى ما سبق، تطرّق صفي الدين إلى عامل آخر، مشيراً إلى أنّ فصول الحرب الأهلية تضمنت تدخلاً عسكرياً خارجياً. وقال:
“تُعتبر إسرائيل اليوم الجهة الأساسية القادرة- والراغبة. إلا أنّ أكلاف التدخل على الأرض أعلى بكثير بالمقارنة مع الماضي”، وذلك بفضل الحزب
الحرب الاقتصادية
عن العقوبات على الحزب، حذّر صفي الدين من تجاهلها، قائلاً: “العقوبات الأميركية المصرفية الهادفة إلى تجفيف تمويل “الحزب ” فاقمت النظام الهش أصلاً”.
وإذ أكّد صفي الدين أنّ العقوبات ألحقت الأذى بحلفاء الولايات المتحدة التقليديين أيضاً، قال: “يمكن لهذه العقوبات أن تزرع بذور فوضى في المستقبل”.
وسواء اندلعت حرب أهلية أم لم تندلع، خلص صفي الدين إلى أنّ الفشل في حل الأزمة الحالية بموجب أسس عادلة اجتماعايً سيؤدي إلى ازدياد أشكال العنف، متوقعاً أن تترواح بين الجرائم الصغيرة وإدارة مافياوية منظمة للموارد المحدودة تحت مظلة الحماية الطائفية.