من يعرقل تشكيل الحكومة في ظل هذه الاوضاع التي تضرب لبنان
لا شك ان الاندفاعة الايجابية التي تواكب تكليف رئيس حكومة جديد تظهر بشكل واضح من خلال تراجع سعر صرف الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية حتى قبل ان يصبح التكليف رسميا،
الامر الذي يوحي بأن استمرار الدعم الدولي والداخلي سيؤدي الى الوصول لتشكيل سريع للحكومة.
لكن، في ظل هذا التوافق العام، يبدو ان” التيار الوطني الحر” لا يزال غير راض عن تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، فهل يريد الذهاب الى دفع الرئيس نجيب ميقاتي لخوض مفاوضات شاقة؟
تؤكد مصادر مطلعة ان السلبية العونية تنبع من فكرة اساسية تقوم على ان ميقاتي لن يقدم للعهد في التشكيل اكثر مما قدمه الحريري،
لا بل ان التعامل معه كرئيس للحكومة سيكون اصعب من التعامل مع الحريري، من هنا كان يفضل العهد شخصية اكثر ليونة وقريبة منه ومن التيار .
وترى المصادر ان التيار اليوم لم يحسم خياره، ما اذا كان سيدخل في مفاوضات جدية لتشكيل الحكومة ام انه سيسهل التشكيل بشكل كامل من دون ان يشارك فيها او يعطيها الثقة،
علما ان الخيار الثاني الاكثر ترجيحا حتى اللحظة، وهذا ما يظهر من خلال تراجعه عن تسمية نواف سلام.
وتعتبر المصادر ان هناك جهة داخل التيار ترى ان الوقوف في وجه التوافق الدولي والضغط من اجل التشكيل لن يكون مربحاً،
خصوصا ان تشكيل الحكومة سيعيد الثقة الى الاسواق وسيحسن الواقع المعيشي للمواطنين وبالتالي له مكاسب شعبية ايضا.
وتؤكد المصادر ان التفاوض ووضع الشروط شيء، والذهاب الى المعارضة شيء اخر، اذ ان الخيار الاول لن يكون لمصلحة التيار شعبيا في حين ان الثاني قد يكون مفيدا في حال فشلت الحكومة،
اما اذا نجحت فسيتم وضع اللوم بالتعطيل وافشال المشاريع في كل المرحلة المقبلة على العهد وفريقه السياسي.
من المرجح ان لا يعرقل احد عملية التشكيل التي ستكون متوازنة الى حد بعيد، تراعي التوافقات الدولية والداخلية والشعبية،
الامر الذي قد يفتح بابا جديا جدا امام كبح الانهيار ومنع سقوط الهيكل السياسي والمؤسساتي،
كما ان الحكومة ستعطي لبنان فرصة جدية في مواكبة التسويات الاقليمية التي تلوح في الافق.