ما يجري في طرابــلـــس يــُـوشــك على انهيار مُجتمع بكــامـلـه!! 6 محلات تجاريّة أقفلت… وارتفاع الأسعار الجنوني طال حاجات الأطفال
الديار / دموع الاسمر
بدأت تظهر في عاصمة لبنان الثانية بوادر الأزمة الاقتصادية بإعلان عدد من اصحاب المحلات التجارية والمؤسسات بإقفال أبواب رزقهم نتيجة الأزمة المالية بسبب منع اصحاب الإيداعات من سحب أموالهم تسهيلا لأعمالهم التجارية وهذا ما جرى يوم امس حيث اغلقت ستة محلات تجارية في شارع قاديشا بطرابلس والمعروف عن هذا الشارع تاريخيا بانه يشكل عصب المدينة التجاري.
وزاد الطين بلة في تداعيات الأزمة الاجتماعية ما جرى غداة انتهاء عطلة الأعياد من قطع للطرقات خصوصا طرقات عكار وطرابلس وقطع طريق العبدة ودير عمار الدوليين حيث تعتبر هذه الطريق معبر الشاحنات الخارجية التي تنقل البضائع من خضار وفواكه وغيرها من مواد غذائية، الامر الذي ادى إلى ارتفاع السلع في كافة المحلات خصوصا أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية.
وأشار احد اصحاب المحلات ان البضاعة تصل متأخرة الى مدينة طرابــلــس وضواحيها وعــملية قـطع الطرقات دفعت باصحاب الشاحنات العودة من حيث أتوا، الأمر الذي يمكن ان يؤدي إلى انهيار الاوضاع المعيشية على كافة المستويات.
واكدت فعاليات طرابلسية ان قطع الطرقات لم يلحق الضرر فقط باصحاب المؤسسات والمحلات بل بالمواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وكان حريا بالغيورين عدم قطع الطرقات في وجه البضائع لتصل إلى مكانها الطبيعي وحتى يجد المواطنون حاجاتهم الضرورية بأسعار اقله لا تكون أضعاف ما كانت عليه قبل ايام.
وعلى صعيد آخر كشفت اوساط طرابلسية ان السبب الرئيسي في انسحاب المتظاهرين من ساحة عبد الحميد كرامي هو قيام مجموعة ارادت تسلق الحراك الشعبي الذي شهد اوسع مشاركة من كافة اطياف وشرائح مدينة طرابلس فعمدت إلى قطع الطرقات في المدينة وضواحيها، الأمر الذي ادى الى اختناق المواطنين وعندما يئسوا من محاولات عديدة بمنعهم من تقطيع الطرقات قرروا الانسحاب من ساحة الاعتصام وتفريغها ورغم الجهود التي بذلت في الأيام الأخيرة من عودة المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام الا ان دعواتهم باءت بالفشل.
لذلك بدت ساحة عبد الحميد كرامي فارغة من المعتصمين حتى الخيم التي نصبت بهدف تحقيق العدالة والمساواة ومحاسبة كل المتورطين في الفساد والمسؤولين عن ايصال البلاد الى الهاوية أصبحت خالية من أصحابها باستثناء العربات والبسطات التي لا زالت صامدة في الساحة وقلة قليلة معروفة لأي جهة تنتمي.
كذلك لم يوفر ارتفاع الأسعار حاجات الأطفال من الحليب والفوط والأدوية الأمر الذي يمكن ان يؤدي إلى كارثة في ظل غياب المساعدات التي وعدت بها منذ سنوات وزارة الشؤون الاجتماعية لكن الفارق ان هذه الوزارة قدمت مئات بطاقات المساعدات لكن لم يستفد منها من هم الأكثر فقرًا بل معظم المستفيدين منها هم من اصحاب الدخل، لكن طالما ان هذه البلاد قائمة على الواسطات والمحسوبيات فان هذه البطاقة التموينية يحرم منها فقراء لبنان.
ما يجري في طرابلس بات يوشك على انهيار مجتمع بكامله في حال استمرت سياسة التهميش من السلطة الحالية خصوصا ان الطرابلسيين باتوا يتساءلون لماذا يسمح قطع الطرقات في طرابلس وضواحيها لايام بينما خارج محافظة الشمال تستنفر كل اجهزة الدولة لفتح أي طريق يقطع الأمر الذي دفع بأهالي طرابلس إلى القول «حتى بقطع الطرقات هم ابناء ست ونحن ابناء الجارية»…