ما لم يقله عون سيقوله باسيل الاحد
عدّينا الساعات منذ إعتذار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الكلام من على منبر بكركي بعد قداس عيد الميلاد السبت الماضي عدًّا، وأنتظرنا بفارغ الصبر ما عساه يقول.
نعترف بأن من أوحى للرئيس عون بهذا “السوسبنس” قد نجح، لأنه إستطاع بذلك أن يشدّ الأنظار إلى ما سيقوله الرجل، وقد إستنتج كثيرون أن لديه الكثير ليقوله قبل نهاية السنة،
وقبل بداية سنة هي آخر سنة بالنسبة إلى العهد بالمعنى الزمني وليس أي معنى آخر، ليتبيّن أن ما قيل قابل للنقاش، وهو لم يأت بجديد.
لم نشأ أن نتكّهن بما سيدلي به رئيس البلاد، وهو الذي تتجمّع لديه كل المعطيات السياسية والأمنية، فضلًا عمّا يصل إليه من تقارير خارجية عن مسار الأمور في المنطقة ومدى إرتباط الوضع اللبناني بتطوراتها، الســـ.ــلبي منه أو الإيجابي. وهذا ما أشار إليه في كلمته.
وعلى رغم أن في بعض ما أورده الرئيس عون في كلمته المتلفزة الكثير من الحقائق، التي لا يمكن تجاهلها، فإنها تبقى ناقصة في إنتظار أول أحد من السنة الجديدة،
التي سيطّل فيها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي كان قد وعد اللبنانيين بعد “لا قرار” المجلس الدستوري بأنه “سيبّق البحصة”.
ما قاله رئيس الجمهورية أمس ليس سوى “نقطة” في بحر ما سيقوله باسيل يوم الأحد في 2 كانون الثاني 2022. الأول راعى من موقعه الرسمي،
وبإعتباره “بي الكل”، التوازنات القائمة في البلاد، والتي لا يمكن الإخلال بها. أمّا الثاني فقد يلجأ، وفق ما هو ظاهر، إلى “قلب الطاولة” على رؤوس الجميع،
بمن فيهم الحلفاء، لأنهم لم “يحلبوا” معه صافيًا. وهو في الأساس من أصحاب نظرية “قلب الطاولات” أو “الضرب على الطاولة”، أو بالأصح “ضرب الحديد وهو حامٍ”.
فما لم يستطع أن يقوله الرئيس الأول سيقوله حتمًا “الرئيس الثاني”. وربّ قائل أن كلام الأمس هو تمهيد لكلام الأحد.
فكلام الأحد سيكون مكّملًا لكلام الأثنين، أو بمعنى أوضح سيكون تتويجًا لمواقف يعتقد بعض المقربين من مركزية القرار في “ميرنا الشالوحي” أنها ستكون مفصلية، لأنه وبحسب تعبيرهم سيضع النقاط على الحروف،
وستكون له حملة مضادة وهجـــ.ــومية على من يحاول تشييع أخبار عن أن “التيار الوطني الحر” قد خسر الكثير من رصيده الشعبي،
وسيؤكد أن الإنتخابات النيابية، التي تحدّدت يوم الخامس عشر من شهر أيار، ستُظهر عكس ما يتوقّعه أو يتمناه البعض، إضافة إلى تحديد موقعه بالنسبة إلى تحالفه مع “الحـــ.ــزب”.
وفي جولة سريعة على بعض ما قاله الرئيس عون في كلمته، وقد تكون الأخيرة التي يتوجّه فيها مباشرة إلى اللبنانيين، نتوقف عند النقاط الآتية:
لم ارغب في ان ازيد الأمور تعقيداً لكن بات من الضروري ان يكون الكلام أوضح
لأن المخـــ.ــاطر تكبر وتهدد وحدة الوطن.
لم ولن استسلم امام الانهـــ.ــيار ولا أزال اعتبر الحل ممكناً من خلال وثيقة الوفاق الوطني واجراء المحاسبة وحماية أموال الناس واعادتها الى المودعين.
-الدفاع عن الوطن يتطلب تعاون الجـــ.ــيش والشعب والمـــ.ــقاومة والمسؤولية الأساسية هي للدولة التي تضع وحدها الاستراتيجية الدفاعية وتسهر على تنفيذها.
التعطيل ضرب المجلس الدستوري واسقط خطة التعافي المالي وعطّل الحكومة
وعرقل القوانين في مجلس النواب والتفكيك والانحلال نحرا القضاء. -في الوقت الذي تقترب فيه الحلول في المنطقة نرى الحل يبتعد في لبنان
ومن الضروري ان تجتمع الحكومة، فبأي شرع او منطق او دستور يتم تعطيلها؟
يجب ان نتعلّم من التجربة وان نعدّل نظام الحكم كي تصبح الدولة قابلة للحياة
وعلى لبنان ان يبقى ملتقى حوار الثقافات، وليس ارض الصراعات. -لا اريد ان اخاصم احداً ولا تفكيك الوحدة في أي طائفة ولن اقبل ان أكون شاهداً على سقـــ.ــوط الدولة واختناق الناس وسأبقى اعمل حتى آخر يوم من ولايتي ومن حياتي لمنع ذلك.
أكتفي بهذا القدر، على أن يكون للحديث تتمة.
ادعو الى حوار وطني عاجل من اجل التفاهم على ثلاث مسائل والعمل على إقرارها لاحقاً: اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي. -من السهل انتقاد رئيس الجمهورية مع ان صلاحياته محدودة جداً
انما لا بد ان اسأل: لماذا لا تقال الحقيقة؟ لماذا يزوّرون الحقائق؟