مآسي عبّارة الموت مستمرّة…مصطفى وعبد اللطيف مفقودان وعائلتهما تعيش كابوساً مرعباً
كارثة عبّارة الموت أرخت بظلالها على عدد كبير من العائلات في الشمال، منهم من خسر حبيباً، ومنهم من عاد بهمٍّ جديد بعدما صارع أجَلَه، لكن المأساة الأكبر الآن لدى عائلتَي ضناوي وحيّان، اللتين لا تزال تجهلان مصيرَي ابنيهما مصطفى وعبد اللطيف.
مصطفى ومواجهة الحياة
منذ أن وصل خبر ما حلّ بمن كان على متن العبّارة، والعائلتان لا تعرفان النوم، يعيش أفرادهما على أمل وصول خبر يطمئن عنهما. أحمد شقيق مصطفى الضناوي، قال لـ”النهار”: “غامَرَ شقيقي مع عبد اللطيف ومحمد الحصني، ركبوا العبّارة وتوجهوا الى المجهول،
وعندما حصل ما لم يكن في حسبانهم، ربطوا أيديهم ببعض البعض، ونزلوا الى البحر، تمسّكوا باطار هوائي علّه ينقذهم من المآسي. في الأمس عثر على محمد على شاطئ السعديات، ولا نزال ننتظر خبراً عن مصطفى وعبد اللطيف يطمئننا عنهما”، مضيفاً: “لولا صعوبة العيش في لبنان، لما اضطر مصطفى ومَن معه الى سلوك طريق الموت، فعندما وجد أنّه من المستحيل تحقيق أي من طموحه في بلده، فضّل المغامرة على البقاء مكتوف اليدين”.
مصطفى الذي كان يعمل في المرفأ، توقف عن عمله بسبب توظيف عمال من جنسيات أجنبية، وقبل اندلاع الثورة بثلاثة أسابيع، عثر على وظيفة، الا أنّ الوضع الاقتصادي الذي يمر به لبنان أفقده اياها. وشرح أحمد: “استدان المال لتأمين المبلغ المطلوب للهجرة، على الرغم من أنّنا لم نكن راضين على هكذا خطوة. طلبت منه أن اطلع على تفاصيل الرحلة، وأتحدث الى المسؤول، الا انه رفض، ليغادر من دون أن يطلعنا”.
عبد اللطيف وضيق سبل العيش
كذلك حال عبد اللطيف، ابن الثالثة والعشرين ربيعاً، الذي “حاول ايجاد فرصة عمل في المرفأ من دون أن يتمكن من ذلك، عمل على بسطة لبيع المناقيش، إلا أنّ أسعار المواد الأولية ارتفعت فتوقّف عمله. عمل سائق سيارة أجرة، فانقطع المازوت. ضاقت به الحياة. استدان المال مني ومن شقيقته من دون أن نعلم سبب حاجته، لأننا لم نكن سنوافق على مخاطرته”، وفق ما قاله صهره لـ”النهار”، قبل أن يضيف: “نعيش في كابوس، ونأمل أن يكون فرج الله قريباً، فيعود وصديقه مصطفى سالمين”.
المصدر: “النهار”