لودريان في بيروت قبل الجلسة الانتخابية
لا يزال تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان، مبعوثاً شخصياً له إلى لبنان موضع اخذ وجذب بين فريق المعارضة والفريق المؤيد لسليمان فرنجية،وسط معلومات عن وصوله الى بيروت قبل موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الاربعاء المقبل.
وتشير اوساط دبلوماسية الى ان باريس القلقة على الوضع في لبنان، ترسل لودريان لاعداد تقرير شامل حول التطورات المستجدة على الساحة اللبنانية. وقد عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء مطولا معه طالبا منع اعداد تقرير شامل للخارجية الفرنسية وقصر الاليزيه «لينبى على الشيء مقتضاه».
وحضرت التطورات اللبنانية في لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع وزيرة الخارجية الفرنسية في الرياض.
وبحسب” نداء الوطن”: يعتبر تغيير الممثل الشخصي لماكرون بمثابة تغيير في سياسة باريس التي عملت لفترة طويلة على تبني خيار الممانعة الرئاسي أي فرنجية. وكل ذلك، ما كان ليتحقق لولا الموقف الحازم للفاتيكان القائل إن الكرسي الرسولي “لا يقبل ان يأتي رئيس للبنان معاد للشيعة، وفي الوقت نفسه لا يقبل ان يهزم مسيحيو هذا البلد”.
وبات مؤكداً تقاطع الموقفين الفرنسي والفاتيكاني مع موقف واشنطن لجهة وجوب الذهاب بسرعة الى انتخاب رئيس توافقي.وفي المعلومات، ان هناك متابعة دولية للبنان الذي يمر بـ”أيام خطرة” قبل الاربعاء المقبل، وسط تخوّف من “إنزلاقات خطرة” تطيح بالاستقرار الهش في لبنان،
وهذا ما دفع بالرئيس ماكرون الى إيفاد مبعوثه لودريان على وجه السرعة الى بيروت والذي يرتقب وصوله بين يوم وآخر.ونقلت “الديار” عن اوساط نيابية مؤيدة لرئيس «المردة» بان الفرنسيين لا يزالون عند موقفهم من «السلة» المتكاملة كمخرج وحيد للخروج من حالة الاستعصاء الحالي، دون ان يكونوا قد تخلوا عن فكرة وصول فرنجية الى بعبدا على الرغم من تكرار موقف باريس بان لا مرشح لديها للرئاسة.
ولفتت تلك الاوساط الى ان باريس لا ترى لدى الاطراف الرافضة لطرحها اي مخرج واضح للازمة بل جاء دعم ترشيح جهاد ازعور ليضيف تعقيدات جديدة على المشهد العام، ولودريان جاء ليخلف بيار دوكان الذي خرج الى التــقاعد، وسيحمل معه اسئلة. وزير الخارجية القطري اعلـــن ان الدوحة تتعاون مع باريــس في الملــف الرئاســي.ترى اوساط في المعارضة ان تعيين لودريان يشير بوضح الى تغييرجذري في السياسة الفرنسية، وهي ترى ان تصريحات وزيرة خارجيتها كاترين كولونا من الرياض «انه ليس لفرنسا مرشح رئاسي» يطوي علنيا صفحة دعم فرنجية ويفتح مسارات اخرى لا بدّ انها ستتقاطع من خلالها مع دول الخماسية حول رئيس التسوية والتوافق.
ولفتت” اللواء” الى تراجع الجانب الفرنسي عن المبادرة التي اطلقها منذ اشهر وترتكز على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، بعدما ووجهت برفض من الكتل النيابية المسيحية الثلاث، وأطراف بالمعارضة بمعظم مكوناتها، وكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لباريس مؤخرا، بمثابة العامل الحاسم لاسقاطها.
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، اجتمع على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش المنعقد في الرياض، مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا. وقد شددت كولونا على ان ليس لفرنسا مرشح رئاسي، بل يهمها ان يصبح للبنان رئيس جمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
كما التقى بوحبيب نظيره السّعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وأشارت الخارجيّة اللبنانية في بيان إلى أنّ «بوحبيب قد دعا بن فرحان لزيارة لبنان، ممّا يعطي زخمًا لعودة الاخوة السعوديين لزيارة وطنهم الثاني لبنان. كما شكر السعودية على التسهيلات التي قدمتها لإجلاء اللبنانيين خلال أزمة السودان».
بدوره أكد رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ الحل السياسي في لبنان بيد اللبنانيين وليس أي دولة أخرى، لافتاً الى أنّ “قطر تدعم الجيش اللبناني لأهميته لاستقرار البلاد”.وكشف بعد لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أنّ “قطر تتشاور باستمرار مع فرنسا لإيجاد حلول سلمية لقضايا مثل الوضع في لبنان وسوريا والنووي الإيراني”.
من جانبها، أشارت كولونا الى أنّ “قطر وفرنسا تعملان معاً على تقديم حلول سياسية للأزمة في لبنان وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين”.