لماذا تخون المرأة العاملة زوجَها؟
خيانة النساء لأزواجهنّ ازدادت على مرّ السنوات وفق الاحصاءات والدراسات. ففي منتصف القرن الماضي، كان عدد الرجال الذين يخونون نساءهم ضعف عدد النساء الخائنات. ولكن في أيامنا هذه ازدادت خيانة النساء أكثر من أيّ وقت مضى. والسبب؟دفع عصر التطوّر النساء إلى الخروج من منازلهنّ، ورافق الأمر بعض التغيير في حياتهنّ العاطفية والزوجية. فربّة المنزل التي كانت تهتم بشؤون المنزل والزوج والأطفال فقط، باتت تقضي مع زملائها في العمل وقتاً أطول من الذي تمضيه مع زوجها وأسرتها.
الخيانة الأولى… في المكتب
وتشير الدراسات الى أنّ وقت العمل الطويل والقرب من الزملاء، يشكلان عاملاً أساسياً في نسج علاقة عاطفية أو مجرّد علاقة عابرة.
وتشير دراسة أجرتها شركة «Monster» عام 2007 في أوروبا ونقلتها صحيفة «Le Figaro» الفرنسية، الى أنّ ما لا يقلّ عن 50 % من الموظفين أغرموا بزميل لهم في العمل.
في حين بيّنت إحصاءات أخرى أنّ «امرأة من أصل ثلاث، أي 36 % من النساء يخنّ أزواجهنّ للمرّة الأولى مع رجل التقَينه في مجال العمل».
ولكن تجدر الإشارة الى أن شخصية المرأة، وترتبيتها، واستقرارها النفسي والعاطفي، هي عوامل تؤدي دوراً مهماً في استعدادها للخيانة.
وفي هذا السياق، تتحدث سمر التي تعمل صحافية وهي أمّ لولدين، عن أنّ أحد المديرين في العمل لم يتوقف عن مطادرتها لأنها أعجبته، وتوضح: «تركتُ العمل ورفضت الخضوع لرغباته على رغم أنه لم يعرض عليّ مجرّد علاقة عاطفية وحسب، بل ترقية في العمل أيضاً مقابل الاستسلام له».
… هروباً من الضغوط
حال سمر لا تنطبق على كلّ زميلاتها ولا على النساء اللواتي وجدن في مكان العمل ساحة للجذب والانجذاب، فلم يتردّدن في خوض علاقة عاطفية وجدنَ فيها مفراً من الضغوط اليومية ومن خيبة أمل سبّبها لهنّ أزواجهنّ.
وفي هذا الاطار تؤكد منى التي تعمل سكرتيرة في عيادة طبيب: «كنت مغرمة جداً حين تزوجت، وكنت أعتقد أن زواجي سيؤمن لي السعادة»، ولكن سرعان ما اكتشفت أنّ «أحلامها كانت زائفة بعدما علمت بخيانة زوجها لها مع إحدى زميلاته في شركة الاعلانات حيث يعمل».
وتقول بحسرة وأسف: «عندما انهارت صورة زوجي- أمير أحلامي- أمام عينيّ، وجدتُ في الطبيب الذي أعمل في عيادته ملاذاً عوّضَ عني الحرمان العاطفي والنقص الذي أعيشه في منزلي». وتشير الى أنّ زوجها لا يعلم بعلاقتها مع الطبيب، وتوضح مبتسمة «لكنّ هذه العلاقة ساعدتني على تخطّي إحساسي بالظلم وبالخداع، فنحن الآن متساويان، وابننا الصغير ما زال يعيش في المنزل مع أمه وأبيه من دون أن يدرك مشكلاتنا».
أسباب الخيانة
يرى أحد علماء النفس أنّ الرغبات الجنسية تقود الرجل الى الخيانة، فيخون زوجته لإشباع نزواته، في حين أن المرأة تخون زوجها عندما تشعر بنقص عاطفي.
ويعتبر الشعور بالوحدة أو الرغبة في الانتقام من شريك لا يعيرها أهمية أو يعتبرها «تحصيلاً حاصلاً»، من أبرز الأسباب التي تدفع المرأة إلى الخيانة.
والزوجة التي تعاني لامبالاة الرجل أو تتعرّض للخيانة تشعر بضعفها أكثر، وهذا ما يجعلها عرضة للانجذاب الى أيّ رجل آخر يعيرها اهتماماً أو يسعى الى مغازلتها. وبالتالي، تبقى أنانية الزوج من أحد أبرز محفّزات المرأة الى الخيانة.
فقدان الرومانسية
وتقول سلمى التي تعمل معلّمة في إحدى المدارس: «خنتُ زوجي لفقدان الرومانسية في علاقتنا، فهو لا يبحث معي سوى عن علاقة جنسية، ولا يجد وقتاً للحوار والكلام أو لكي نمضي مع بعضنا وقتاً ممتعاً».
وتضاف إلى أنانية الرجل أسباب أخرى تدفع المرأة إلى الخيانة، أبرزها: وسائل الاعلام المرئية والمسموعة التي تبثّ أفلاماً وأفكاراً تدفع المرأة إلى إرضاء نزواتها وإلى خوض المغامرات العاطفية بعيداً من القيود الاجتماعية التي كانت تكبّلها في الماضي. إضافة الى ثورة وسائل التواصل الإجتماعي التي سهّلت اتصالها بالرجال.
كذلك، فإنّ فكرة مساواة المرأة بالرجل المنتشرة في المجتمعات المتطورة جعلتها تشعر بأنه يُمكنها القيام بأيّ عمل يفعله الرجل، فلا تتردد في خيانته وتردّ الصاع صاعين في حال إقدامه على هذه الفِعلة.