لبنان ينجو من 19 هجوماً انتحارياً متزامناً وفكرة استهداف ماكرون وردت.. “داعش” يتحرك
كتب جوني منير في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “الحرب الاهلية هل تتجدّد؟”: “إرتفع منسوب القلق الامني لدى المسؤولين اللبنانيين والغربيين على حدٍ سواء. فالخلاصات التي ظهرت بعد تفكيك خلية “داعش”، إثر الاعتداء الذي نفذته في قرية كفتون، أظهرت انّ الوضع اخطر مما كان يبدو.
فالمجموعة الكبيرة التي جرى القضاء عليها والمؤلّفة من 32 ارهابياً، لا يصح وصفها بالخلية النائمة، التي عادةً ما تتراوح بين ثلاثة الى خمسة ارهابيين. أما هنا فإنّ المجموعة كانت تنقسم الى ثلاث خلايا، واحدة للقتال وتنفيذ العمليات، وهي برئاسة مباشرة من خالد التلاوي ويعاونه احمد الشامي، ومؤلفة من 19 ارهابياً، وأخريين لمهام اللوجستي والدعم والمساندة، وكانتا تتبعان ايضاً للتلاوي.
ولم يكن العدد الكبير لهذه المجموعة هو اللافت فقط، بل ايضاً بقاء 9 ارهابيين سوياً والاختباء في وادي خالد، حيث قاتلوا بشراسة لـ6 ساعات مع القوة الضاربة، قبل ان يُقتلوا جميعاً. والغرابة هنا، انّ الخلايا الارهابية، وعند انكشاف امرها، يقوم عناصرها بالهرب، كل لوحده او في الحدّ الاقصى يترافق عنصران سوياً وليس اكثر. وبين جميع الذين تمّ اعتقالهم، يبدو انّ احمد الشامي الموجود لدى مخابرات الجيش، هو الوحيد الذي يملك القدر الأكبر من المعلومات، وبالتالي يعرف الاهداف الحقيقية لهذه المجموعة، لذلك سيأخذ هذا التحقيق مداه. خصوصاً وانّه جرى مصادرة مبلغ مالي يقارب الـ30 الف دولار اميركي.
في الواقع، فإنّ السرقات التي قام بها الارهابيون لتمويل انفسهم، لا تغطي هذا المبلغ. وبالتالي، فإنّ السؤال الاهم: هل جرى تأمين مبالغ لهؤلاء من خارج الحدود؟ وبأي طريقة؟
المعلومة الأهم التي أدلى بها الشامي، أنّ المجموعة الارهابية كانت مرتبطة بقيادة “داعش” في ادلب في سوريا. وهو ما يعني انّ تنظيم “داعش”، الذي باشر تجديد عملياته منذ فترة في العراق وسوريا، مهتم بالتحرّك في لبنان.
في الواقع، اعلن “داعش” عبر موقعه الرسمي عن تنفيذ حوالى 1300 عملية في العراق منذ بداية العام 2020 وحتى الآن. وبالتالي، فإنّ السؤال هو، ماذا كانت تريد قيادة “داعش” او من يقف وراءها، من مجموعة “داعشية” كبيرة وبهذا الحجم؟
في لائحة الاهداف، كان هنالك العديد من التحضيرات غير المكتملة بعد، كمثل تنفيذ يوم ارهابي حافل يتضمن 19 هجوماً انتحارياً متزامناً في الوقت نفسه مع 19 هدفاً موزعة في لبنان.
وكان هنالك تركيز على اماكن ومعابد دينية مسيحية واسلامية وعلى مراكز للجيش اللبناني. وخلال التباحث بين مسؤولي المجموعة الارهابية، وردت فكرة استهداف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الثانية الى بيروت.
ولا شك، انّ خزنة الاسرار التي يحملها الارهابي احمد الشامي سيُعمل على فتحها بعناية وتأنٍ، وهو ما سيأخذ بعض الوقت بطبيعة الحال. لكن طالما ثبت الترابط بين المجموعة الارهابية وقيادة «داعش» في سوريا، فلا بدّ عندها توقّع وجود خلايا أخرى يجب رصدها وانتظار ارتكابها اي هفوة تؤدي الى كشفها. لكن المشكلة الفعلية التي تلعب لصالح نمو الخلايا الارهابية، هو الصراع السياسي المتصاعد، والذي يبلغ ذروته مع الفراغ الحكومي، مضافاً اليه احتقان مذهبي يُترجم صداماً على الارض في محطات عدة، وكل ذلك وسط انهيار اقتصادي ومالي وارتفاع كبير في نسبة الفقراء وازدياد هائل في نسبة العاطلين من العمل. ومعه، هل هنالك نية لفتح الساحة اللبنانية امام الرسائل الامنية؟ ولماذا التفكير باستهداف الرئيس الفرنسي في وقت تستعر فيه الحرب الاستخباراتية والامنية بين فرنسا وتركيا من سوريا وصولًا الى ليبيا. فالمعلومات تتحدث عن عمليات امنية متبادلة تحدث بين الاجهزة الامنية للدولتين، وحرب استخباراتية فعلية تدور تحت الارض، وتطال الاراضي الفرنسية احياناً”.