لبنان بعيد عن اهتمامات الاقليم فرصة ام نقمة
منذ ان بدأت الحرب على غزة بات الاهتمام الدولي والاقليمي يتركز على المفاوضات من اجل الوصول الى هدنة او الى وقف لاطلاق نار فيها،
الامر الذي لم يبعد الاهتمام الاعلامي الداخلي عن الازمة الداخلية فقط، بل جعل اي مبادرة خارجية مستحيلة في ظل الاوضاع الراهنة..
وبحسب مصادر مطلعة فان “كل المبادرات مجمدة اليوم، ولا يوجد اي اتصالات او عملية تواصل بين فريق الرئيس ميشال عون وفريق الرئيس سعد الحريري، فالطرفان ينتظران تسوية خارجية او مبادرة من طرف يفرض صيغة حل ما، وينزع عنهما اي احراج امام جمهورهما”.
لكن، وبحسب المصادر ذاتها، يبدو “ان الاتصالات التي كانت تباشيرها تظهر في الاقليم من اجل حل الازمة الحكومية، وتحديدا الاتصالات السورية- السعودية، باتت غزة في اول سلم اولوياتها، فكل الاتصالات الاقليمية التي تحصل حاليا مع دمشق تتناول المعركة الحاصلة في فلسطين”.
وتضيف المصادر” ان لائحة الدول غير المهتمة بالشأن اللبناني زادت في الايام الاخيرة، وهذا ما بدا واضحا من خلال انشغال مصر وسوريا والسعودية وقطر بالحرب، وتركيز كل امكاناتهم من اجل وصول الى اتفاق ما في فلسطين”.
وتعتبر المصادر “انه حتى في الداخل اللبناني فان الحزب بات منشغلا بتتبع اخبار الحرب، وربما بالاحتمالات المتوقعة، وآخر ما يفكر فيه الحزب اليوم هو الملف الحكومي، علما ان الازمة المالية المستفحلة تتسبب تدريجا بانهيار معيشي غير مسبوق، كان الحزب يسعى لتجنبه”.
وتلفت المصادر “الى ان انشغال كل الدول في العالم وفي الاقليم عن لبنان قد يشكل فرصة لبدء مسيرة الانقاذ ، لا نقمة اضافية في ظل الواقع السيء، اذ يجب ان تتوقف القوى السياسية عن انتظار التسويات الاقليمية، وتسعى الى الاستفادة من هذه الايام لتشكيل حكومة من دون تدخل وضغوط من اي عاصمة قريبة او بعيدة”.
وتعتبر المصادر انه وبعد فشل المبادرة الفرنسية وتعاطي الروس بخجل مع الملف اللبناني، ها هي الدول العربية تصب كل اهتماماتها على ملفات اخرى في ظل استمرار الانهيار في لبنان،
وتعنت المعنيين في مطالبهم وعدم تحمل مسؤولياتهم، الامر الذي قد يحول البلد خلال اسابيع قليلة الى ساحة فوضى اجتماعية لا يسلم منها احد…