لبنان الثالث في قائمة الدول الأكثر تلوثًا… و”البيئة” تشكّك: تصنيف غير دقيق!
يعتبر التلوث البيئي من أخطر المشاكل التي تواجه الإنسان والكائنات الحية الأخرى على وجه الأرض. فتشتت الغاز والدخان وتكثفه في الاجواء، يدمران البيئة المحيطة بجميع الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان والحيوانات والنباتات مما يزيد من مساحات التصحر. وكذلك المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة المتناثرة في المياه والنفايات الصلبة الضارة المتراكمة على الأرض تبعث الأمراض الخطيرة وتهدد الصحة العامة.
جاء ترتيب لبنان في المرتبة الثالثة عالميا ضمن قائمة الدول الاكثر تلوثا بحسب ما نشره موقع “عالم الإحصاء” (World of Statics)، على منصة “إكس” ضمن قائمة الدول الأكثر تلوثاً في العالم.
والجدير ذكره أنّ لبنان ملوث بهوائه و بمائه وبتربته جرّاء تراكم النفايات وعدم معالجتها بشكل علمي، اما هواؤه فتلوثه جاء بفعل العدد المتزايد للسيارات وللمولّدات الكهربائيّة، إضافة إلى المعامل والمصانع التي ترمي مخلّفاتها بشكلٍ عشوائي في مجاري الأنهار والينابيع مما يلوّث المياه والتربة، فضلاً عن تسليط مياه الصرف الصحي على مجاري الأنهار وشواطئ البحار.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 7 ملايين حالة وفاة مبكرة تحصل في العالم يعود سببها الى تلوث الهواء أي وفاة 800 شخص كل ساعة او وفاة 13 شخصا كل دقيقة.
“البيئة” تشكّك
بعد صدور الاحصاء، قام فريق عمل تابع لوزارة البيئة بالتدقيق بالمنهجية التي لم ينشرها الموقع، فالترتيب الظاهر في الاحصاء عن الدول لا يدل على أنه صادر عن مؤسسة علمية أو مركز بحثي، بل عن موقع غير معروف في كازاخستان، ولفتت مصادر الوزارة في حديث صحفي الى أنّ تقرير “واقع البيئة في لبنان” الذي أصدرته الوزارة عام 2021 يشير بشكل علمي ودقيق للمشاكل والقضايا البيئية التي يعاني منها لبنان، ويضع إقتراحات وتوصيات للحلول”.
وفي إطار التعليق على الدراسة أيضاً، أوضحت مصادر معنيّة بالموضوع البيئي أنّه “من ناحية الدراسة، يجب أولا معرفة من قام بها، وعلى ماذا استندوا، ما هي المعايير التي على أساسها صنفوا البلدان، وما هي المواضيع التي درسوها، تلوث الهواء أم المياه ام التربة ام التنوع البيولوجي أم الغطاء النباتي. وما مدى الالتزام بالقوانين الضابطة، وما هي المؤشرات التي على اساسها يتم تصنيف كل بلد”، مشيرةً إلى “أن عدداً من هذه البلدان التي شملها التقرير قد لا يملك أجهزة لقياس نسبة تلوث الهواء مثلاً، فعلى أي أساس تم إصدار النتيجة؟ إذ يجب ان تكون البلدان متساوية من ناحية تقنية أدوات القياس، والتطور العلمي والتقني”.
واعتبرت المصادر أنّ “هذا الأمر غير دقيق. فكيف يمكن إصدار هكذا أنواع من التقارير؟ عادة يصار إلى النظر إلى مدى غنى أو فقر البلد وما الظاهر في هذه الدولة”.
ما هو التلوث؟
يصنف التلوث البيئي عادة بين مواد ضارة تهاجم الهواء والماء والتربة، و بين موجات وضجيج يفتك بآذاننا (التلوث السمعي او الضوضائي) وبين تلوث اشعاعي (التلوث البصري).
وأخيرًا، كثر الحديث عن التلوث الذي تسببه الغازات والاحتباس الحراري الذي قد ينجم عنها. وهي غازات تقوم بنشرها السيارات والشاحنات وبعض المصانع، ويعتبر ثاني أوكسيد الكربون الاكثر والاوسع انتشارا، رغم انه موجود في البيئة بشكل طبيعي منذ التكوين، لكن كثافته الضخمة احدثت اضرارا بالغة في بيئة الارض.
في سياق متصل، يعرّف التنجّس البيئي على أنه عملية مزج لأيّ جزء من اجزاء الوسط البيئي، من ماء وهواء وتربة بمواد او طاقة او موجات ضارة. وبعض هذه المواد تحدث اضرارا فورية، والبعض الآخر لا يظهر تأثيره الا بعد فترة طويلة من الزمن، مما يؤدي الى اضطراب حاد لتوازن المحيط الحيوي وللحياة بشكل عام.