كورونا ″ينهش″ في #طرابلس: هل خرج عن السيطرة؟…
“عبد الكافي الصمد”
يوم الإثنين الفائت، في 10 آب الجاري، نفذت بلدية طرابلس بالتعاون مع وزارة الصحّة حملة طبية في حديقة منطقة باب التبانة بالمدينة، وذلك بهدف معرفة مدى انتشار فيروس “كورونا” المستجد كوفيد 19 في المناطق الشعبية، جاءت نتيجتها صادمة، إذ من بين 58 شخصاً أجري لهم فحص pcr تبين أنّ 20 منهم مصابين بالفيروس، أي بنسبة تقارب 35 في المئة، ما أعطى مؤشراً خطيراً للغاية،
وإنذاراً بأنّ الفيروس بدأ يتفشى في طرابلس على نطاق واسع، وهو في طريقه لأن يخرج عن السيطرة، إن لم يكن قد خرج عنها فعلاً.
هذا التطوّر دفع غرفة عمليات إدارة أزمة كورونا في محافظة الشمال إلى الطلب من المواطنين المصابين “وجوب حجر أنفسهم، على أن تتم متابعتهم من قبل الجهات المعنية”، مناشدة سكان المنطقة “إلتزام الإجراءات الوقائية، من وضع الكمامات والتقيد بالتباعد الإجتماعي”،
والإعلان أنّها “بالتنسيق مع مصلحة الصحة العامة في الشمال واللجنة الفرعية في الغرفة، ستجري فحوصات يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع للمخالطين لمصابين أو لديهم عوارض، في باحة فندق معرض رشيد كرامي الدولي.
وفي موازاة تحرّكات الجهات الصحية على الأرض، سارعت القيادات السياسية إلى قرع ناقوس الخطر خشية تفشّي الفيروس بعدما بلغت أعداد المصابين أرقاماً مرتفعة في لبنان، إذ وصل عددهم الإجمالي يوم أمس، حسب تقرير وزارة الصحة، إلى 7711 مصاباً و92 وفاة، كان من بينهم يوم أمس فقط 298 مصاباً و3 حالات وفاة.
فالرئيس نجيب ميقاتي أجرى إتصالات بوزيري الصحّة والداخلية، حمد حسن ومحمد فهمي، وبمحافظ الشمال رمزي نهرا، طالباً منهم “تكثيف فحوصات pcr والإجراءات للحدّ من تفشّي الوباء في بعض مناطق طرابلس”، بينما دعا النائب فيصل كرامي إلى “اتخاذ كل الإحتياطات اللازمة والتدابير الضرورية والتزام التباعد الإجتماعي والحجر المنزلي إذا اقتضت الحاجة، بشكل طارئ وفوري”.
وحسب جدول وزارة الصحّة الذي توزّعه يومياً، بما يتعلق بأعداد المصابين والوفيات في كل الأقضية اللبنانية، تبين بما يتعلق بمناطق الشمال أن طرابلس تحتل المرتبة الاولى بـ229 مصاباً تليها عكار 142، وزغرتا 115، وبشري 81، والكورة 52، والمنية الضنية 1 وأخيراً البترون 37 مصاباً.
كل ذلك يؤكّد، وبالإرقام أنّ طرابلس تقع في عين العاصفة، وأنّها بالوقائع مهدّدة بأن ينهش الفيروس أبناءها بالجملة والمفرق في الإيام المقبلة، إذا استمر التعاطي معه بخفة واستخفاف وعدم جدية من قبل المواطنين كما حصل في الأيام السابقة،
حيث بلغ الإستهتار مداه، وابتعد أغلب أهالي المدينة عن الإلتزام كما يجب بتدابير التعبئة العامة، من تباعد إجتماعي وتعقيم ونظافة وارتداء كمامة، عكس بقية المناطق الأخرى التي كان الإلتزام بها أفضل، خصوصاً بعدما بلغ المستشفى الحكومي في طرابلس سعته القصوى من جهة إستقبال المرضى، وأي أعداد إضافية ستصاب بالفيروس فإنها قد لا تجد سريراً لها في المستشفى، وبالتالي لن يبقى أمامها سوى التزام الحجر المنزلي .. أو الرمي في الشّارع.