كم ضربة تلقت ايران بانفجار نطنز
وصف محلل الشؤون الإيرانية والشرق أوسطية حسن محمودي الانفجار الكبير الذي ضرب منشأة نطنز النووية في 11 نيسان الجاري بنقطة التحول في جولة المحادثات الجديدة بين إيران والدول الغربية.
وبفعل الانفجار، تلقت خطط إيران النووية ضربة خطيرة وهي تحتاج إلى ما لا يقل عن تسعة أشهر للعودة إلى الوضع قبل الضربة. ومع تعطل المنشأة، خسر الإيرانيون أداة قوية في جهودهم لابتزاز المجتمع الدولي لانتزاع المزيد من التنازلات في المحادثات الجارية.
المرشد محبط
وكتب محمودي في موقع “أميركان ثينكر” أن الانفجار تسبب أيضاً في ضربة قوية للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الذي يتدخل في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في حزيران المقبل.
مع اقتراب الاقتصاد الإيراني من الانهيار، الأمر الذي قد يثير اضطراباً اجتماعياً وتظاهرات واسعة، أمل خامنئي أن تؤدي المفاوضات الجارية في فيينا إلى رفع الرئيس جو بايدن جميع العقوبات عن إيران،
بما يعطي الاقتصاد متنفساً، لكن انفجار نطنز والتقدم البطيء في المفاوضات أحبطا توقعات خامنئي.
تهديدات ليست جديدة
وقد يستخدم النظام الإيراني التهديدات والبروباغندا لزرع الخوف في المنطقة. حدث ذلك على سبيل المثال في 2018 حين هدد خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز إذا مُنعت إيران من بيع نفطها إلى دول أخرى.
وفي 23 تموز 2018، توجه روحاني إلى ترامب قائلاً، إن “أي شخص يفهم السياسة قليلاً لا يقول إنه سيوقف صادرات نفط إيران. لدينا العديد من المضائق، ومضيق هرمز، أحدها”.
وأشاد خامنئي بتعليقات روحاني فأعلن أن قول الرئيس “إذا لم يُصدّر النفط الإيراني، فعندها لن يُصدر نفط أي دولة في المنطقة” هي ملاحظات مهمة تعكس سياسة النظام”.
وعود كاذبة… جواسيس منتشرون
يرى محمودي أنه مع تضرر منشأة نطنز بشكل كبير، ستكون تهديدات إيران جوفاء أكثر. وفي مقابلة على التلفزيون الرسمي، أعلن رئيس مركز البحوث البرلمانية في إيران علي رضا زاكاني “فقدان معظم منشآت التخصيب” مضيفاً أن “عدة آلاف من أجهزة الطرد تضررت ودُمرت خلال حادث نطنز، ووعد المسؤولين الحكوميين بتركيب منشآت متطورة، كان وعداً كاذباً”.
وقال زاكاني أيضاً “الجواسيس منتشرون بكثرة في إيران” دون تسمية وكالة استخبارية بعينها، واصفاً الوضع بمقلق.
انقسامات وتبادل اتهامات
في هذه الأثناء، شدد روحاني على أن النظام في حاجة للتسوية لرفع العقوبات. وردت عليه صحيفة مقربة من الحرس الثوري كاتبة أن “مواصلة هذا التسرع، غير المبرر في السياسة الخارجية، تخلق تصوراً في الداخل عن أن السادة، المسؤولين في حكومة روحاني، يسعون لاستخدام المفاوضات لأغراض انتخابية”.
وأضافت “بالتالي، ولتحقيق ذلك، هم مستعدون للارتجال ولتجاهل الخطوط العريضة للسياسة الخارجية”.
تابع محمودي أن مكسب خامنئي من كارثة نطنز هو إمكانية تحميل الفصائل الموالية له حكومة روحاني المسؤولية عنها، وهي التي زعمت أن حكومة روحاني “انتهكت الخطوط الحمراء في التفاوض مع الغرب”.
ما يخشاه الفصيلان
أشار الكاتب إلى أن الحرب بين الفصيلين في طهران تعكس طبيعة الظروف الاجتماعية المتفجرة في إيران، وهي ظروف يخشاها الطرفان.
في يوم الانفجار، تجمع المتقاعدون في ثالث مسيرة احتجاجية كبيرة بمناسبة العام الجديد في 27 مدينة.
ندد المتظاهرون بفساد الحكومة وطالبوا بالحصول على رواتبهم التقاعدية المستحقة. وكانوا يهتفون “لن نصوت بعد اليوم، لقد سمعنا الكثير من الأكاذيب”.
وهتفوا أيضاً “إنهم، أي المسؤولون الحكوميون، يكذبون، عدونا هنا، هو ليس أمريكا”.
ذكر محمودي أن قطع الشطرنج تتحرك بسرعة، بسبب الضغوط الداخلية و المناورات الدولية. مع دخول الحظ، يوشك النظام القمعي على الانهيار. شعب إيران مصمم على الفوز باللعبة مرة واحدة وللأبد.