قمة بيروت إنستيتيوت ال2 واصلت جلساتها الحوارية وكرمت شخصيات عربية وعالمية
بوظبي – واصلت قمة “بيروت إنستيتيوت” الثانية تحت عنوان “نحو هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي”، جلساتها الحوارية، عقب الافتتاح الرسمي لفعاليات القمة في يومها الأول في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بمشاركة أكثر من 200 شخصية عربية ودولية بارزة.
الجلسة الأولى، أدارهاالإعلامي في قناة “سكاي نيوز عربية” فيصل بن حريز، وجمعت أربعة أمناء عامين حاليين وسابقين لكل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمحورت حول “المسؤوليات الإقليمية لاندماج المنطقة العربية بالمستقبل العالمي النامي”، حيث دعا الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى “توحيد الموقف العربي والتحلي بإرادة موحدة، لتحقيق التقدم المرجو”.
واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني أن “دول الخليج العربي تبذل قصارى جهدها لحفظ الاستقرار في المنطقة”.
وأكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عضو مجلس الإدارة في “بيروت إنستيتيوت” عمرو موسى، “أننا بحاجة إلى موقف عربي موحد للانطلاق قدما”.
ونوه الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الله يعقوب بشارة، ب”الدور الذي تلعبه دول الخليج العربي لتحقيق الأمان والاستقرار”.
بدوره، استعرض المستشار الجيوسياسي ومؤلف الكتب الأكثر مبيعا باراغ خانا، ملامح المستقبل العالمي النامي كما تحيكه الوثبة التكنولوجية، مقدما خلال جلسة حوار مفتوح، رؤية شاملة لعوامل التغيير التكنولوجي المتنوعة، التي تصوغ المستقبل العالمي، وتداعياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وركز على “أهمية حفظ الاستقرار والأمان في المنطقة العربية وتعزيز ترابطها العالمي”.
وخلال جلسة بعنوان “شكل المستقبل النامي الذي تريده المرأة”، استعرضت القيادات النسائية في المنطقة العربية والجوار، الحد الأدنى الذي يطمح إليه، حيث أكدت النساء المشاركات في هذه الجلسة “أهمية تمكين المرأة وتحقيق المساواة، وتعزيز دورها كشريك أساسي في صناعة القرار، وبالتالي منحها الفرصة لتحقيق اندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي”.
الجلسة الأخيرة في اليوم الأول، عقدت تحت عنوان “نحو هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل النامي: ما هي الأولويات الجديدة؟”، وتخللتها كلمة لرئيس مجلس إدارة “مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية” عضو مجلس الإدارة في “بيروت إنستيتيوت” الأمير تركي الفيصل، حذر فيها من “الخلايا الإرهابية التي تم زرعها في منطقتنا العربية”، داعيا إلى “محاربة هذه الخلايا التي تسعى إلى الاستفادة من مشاكل المنطقة”.
واعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن “ما تعانيه المنطقة العربية من مشاكل واضطرابات، هو فقط مرحلة عابرة، وأن التدخل الإيراني هو المسبب الرئيسي لعدم الاستقرار الذي نعيشه”، وأبدى رئيس تحالف القوى الوطنية الليبية محمود جبريل، أسفه “لتقاعس الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، عن القيام بدورهم تجاه ليبيا”.
من جهته، اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) رئيس “كيه.كيه.آر غلوبال إنستيتيوت” الجنرال ديفيد بتريوس، أن “ما يشوب المنطقة العربية هو تلك القوى والخلايا التي تعمل على تمزيقها”.
وشددت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة “بيروت إنستيتيوت” راغدة درغام، على “ضرورة الاعتراف بخصائص المنطقة العربية وتطلعات شعوبها وآمالهم، فنحن بحاجة إلى هذه الحوارات العميقة لأن معظمنا، حتى لو كنا في الخليج العربي، لسنا بعيدين عن مناطق النزاع”.
وفي حديث خاص “للوطنية” حول قمة “بيروت انستيتيوت”، شدد نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا السفير رمزي عز الدين رمزي، إن “اجتماع القمة يأتي في وقت حرج للغاية في الشرق الأوسط. هناك احتمال كبير للتصعيد في المنطقة، لذلك من المهم جدا أن يتبادل اللاعبون الرئيسيون، الاقليميون والدوليون، وجهات النظر ويوضحوا المواقف لتفادي التصعيد وفتح آفاق للتوصل إلى تسوية حول مختلف النزاعات ولا سيما سوريا”.
وتواصل قمة “بيروت إنستيتيوت” جلساتها وحواراتها المفتوحة، اليوم قبل أن تختتم أعمالها مساء بجملة توصيات تضعها ضمن إطار “إعلان أبوظبي”، ليتم رفعه إلى صناع القرار في المنطقة وخارجها.
وقد كرمت مؤسسة “بيروت إنستيتيوت” مساء امس خمس شخصيات متميزة ومعطاءة في المنطقة العربية والعالم، خلال حفل عشائها الرسمي في فندق “ذي سانت ريجيس” كورنيش، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، وهم: الصحافي والروائي الأميركي وكاتب عمود في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناتيوس، الصحافية والإعلامية اللبنانية المخضرمة مقدمة برنامج سياسي “الحدث” على قناة “العربية” نجوى قاسم، اللاجئة السورية والسباحة الأولمبية وسفيرة النوايا الحسنة لدى UNHCR عام 2017 يسرى مارديني، أصغر رائدة فضاء إماراتية في وكالة “ناسا” دانة سليمان البلوشي 12 عاما، وأصغر عالم عربي إماراتي أديب سليمان البلوشي 14 عاما.
استهل الحفل بكلمة لدرغام، أشادت فيها بالمكرمين وعطاءاتهم وتميزهم في المنطقة العربية والعالم.
بدوره، أعرب إغناتيوس عن “محبته العميقة للمنطقة العربية واحترامه الشديد للصحافيين العرب وتضحياتهم عبر السنين، فمنهم من خسر حياته في سعيه وراء الحقائق”.
وإذ شكرت قاسم مؤسسة “بيروت إنستيتيوت” على التكريم، أكدت أن “العائلة القوية هي تلك القائمة على الحب، وهذا ما اكتسبته من عائلتي الكبيرة أي قناة “العربية” وعائلتي الصغيرة”.
وفي رسالة مصورة، أبدت مارديني تقديرها ل”بيروت إنستيتيوت” على لفتته الكريمة، وركزت على أن “اللجوء والظروف لا تقف عائقا أمام تحقيق أحلامنا وطموحاتنا”.
وأعربت دانة البلوشي، عن سعادتها بالتكريم، مؤكدة أن نجاحها “خير دليل على أن الحلم لا يقف عند عمر محدد”.
من جهته، اعتبر أديب البلوشي “أن نجاحه لم يكن ممكنا لولا دعم أهله ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإيمانهم بقدراته ومهاراته”.
وتوجه والد الطفلين المكرمين سليمان البلوشي بالشكر العميق ل”بيروت إنستيتيوت”، وما تقوم به من جهد في هذه القمة على مدى يومين، معربا عن تقديره “للقائد والرجل الكبير الذي كان خلف نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة، فنحن أبناء الشيخ زايد رحمه الله، الذي كان الملهم الأساسي لأديب ودانا”، مشددا على “أن كل بيت في الوطن العربي يحتضن أبناء من مثال أديب ودانا”.