قائد الجيش كان حاسماً وحازماً في عدم الصدام مع المواطنين
أرخَتْ الإحتجاجات، وعمليّات قطع الطرق من قبل المحتجّين والمتظاهرين، بثقلها على كلّ الواقع السياسي والإجتماعي والمعيشي في لبنان. إنّها إنذارات ٱقتراب الإنفجار، مع أنّ اللافت هو غياب أيّ تحرّكات إحتجاجيّة توازي عمليّات قطع الطرق، فغاب المتظاهرون عن الساحات. إنّه واقع قد ينذر بمخاطر متعدّدة.
أوّلها، أنّ قطع الطرقات لا رافد شعبيّاً له، وقد يضع المشكلة في مكان آخر، تتّخذ طابعاً أمنيّاً، خصوصاً إذا ما قرّرت قوى معيّنة النزول بالقوّة لفتح الطرقات.
الكتلة الصامتة
هذه التطوّرات كانت حاضرة في إجتماع عقده قائد الجيش، جوزاف عون، ضمّ كبار الضبّاط. خصّص للبحث في سلسلة التطوّرات التي تشهدها الأراضي اللبنانيّة والإجراءات الواجب إعتمادها. وحسب المعلومات، فإنّ قائد الجيش كان حاسماً وحازماً في عدم الصدام مع المواطنين ولا مع المتظاهرين.
ولكن أيضاً شديد الحرص على فتح الطرقات في ظلّ الأوضاع الصعبة معيشيّاً وٱقتصاديّاً وصحيّاً. وأبدى قائد الجيش تفهّمه لمواقف المتظاهرين، وٱعتبر أنّ من يتظاهر هم قلّة، فيما الكتلة الأكبر هي الكتلة الصامتة، غير القادرة على المشاركة في تظاهرات من هذا النوع.
وٱعتبر أنّ وضع البلد قابل للإنفجار أكثر، والواقع الإقتصادي والإجتماعي، يضع العسكريين والضبّاط في خانة واحدة مع كلّ المواطنين، لأنّ الأزمة المعيشيّة تنال من الجميع. إلّا أنّه شدّد أيضاً على وجوب تحمّل المسؤوليّات في حفظ الأمن والإستقرار ومنع حصول صدامات بين المواطنين.
وفي وقت كانت الدعوات تتوزّع على وسائل التواصل الإجتماعي وبين مجموعات متعدّدة حول قطع الطرقات، في يوم الغضب،كانت جهات سياسيّة ورسميّة تتواصل مع قيادة الجيش لتنسيق الموقف، في محاولة لمنع قطع الطرقات، خصوصاً أنّ هناك عتباً كبيراً من رئيس الجمهوريّة ومن حزب الله على عدم إقدام الجيش على منع المتظاهرين من قطع الطرقات الرئيسيّة.
لكن قائد الجيش كان واضحاً في رفض قمع المتظاهرين وعدم الإصطدام بهم، أو التورّط في إهدار دماء لمواجهة مطالب محقّة. وشدّد على أنّ الحلّ هو حلّ سياسي للأزمة، وعلى القوى السياسيّة أن تتحمّل مسؤوليّاتها وتعمل على المعالجة. ولا يمكنها تحميل المسؤوليّة لا للمتظاهرين ولا للجيش اللبناني.