غضب شعبي و مطالبة بإبعاد حزب الله عن مواقعه لحل المشاكل
غضب شعبي في وجه حزب الله
رغم الصعوبات والحرب الدائرة فإن المواطنين اللبنانيين يطالبون بإبعاد حزب الله عن موقعه الحالي في السلطة ويتطلعون إلى المستقبل بدونه ويأملون أنه بمجرد انتهاء الحرب سيتمكنون من البدء في بناء مستقبل سياسي واقتصادي أفضل للبنان.
وتعالت خلال الآونة الأخيرة أصوات لبنانيين عقب الأحداث الأخيرة، التي تنتقد التصعيد العنيف بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، معبرة عن شعور بالإحباط واليأس إزاء استمرار الحرب، وتأثيرها الكارثي على الشعب بمختلف طوائفه.
وتعكس التقارير الصحفية التي انتشرت مؤخرا، صورة معقدة لموقف اللبنانيين من الحرب الحالية، فهناك غضب واضح ومتزايد بين العديد منهم، ومن مختلف الطوائف، تجاه جماعة حزب الله وقرارها بالاستمرار في الصراع، الذي يرون أنه يؤدي إلى دمار البلاد.
وفي الوقت نفسه، تظل الجماعة المدعومة من إيران، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، مدعومة في بعض الأوساط، خاصة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أي في معقلها.
في أحد التقارير لصحيفة المحلية، ركزت الصحيفة على الشهادات المتنوعة التي جاءت من مواطنين من مختلف أطياف المجتمع، حيث عبر العديد عن رفضهم للزج بلبنان في هذا الصراع، الذي يرون أنه ليس صراعهم ولا شأن لهم به.
وفي هذا الصدد، عبرت هند المجلي، التي تمتلك منزل في بيروت، عن استيائها، قائلة: “نحن الذين نصاب، نحن الذين نقتل”، مشيرة إلى أن الحرب لا تجلب سوى الدمار للبنانيين.
وهذه الشهادة تكررت في عدة مناطق من لبنان، خاصة في المناطق المسيحية مثل عنايا، حيث قال سامح، الذي يملك متجر ملابس: “هذا الصراع في الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لماذا يتعين على اللبنانيين أن يدفعوا الثمن؟”.
وفي حين يستمر حزب الله في الدفاع عن أفعاله بالقول إنه يقاتل من أجل “حماية البلاد”، يشعر كثير من اللبنانيين بأن الحزب يغرق البلاد في كارثة أخرى، بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية.
وفي هذا الصدد، تساءل سامح: “لماذا يجب على لبنان أن يكون ساحة حرب لكل صراع في المنطقة؟”.
وهنا يظهر بوضوح انفصال حزب الله عن الكثير من اللبنانيين، الذين يرون أن الجماعة المدعومة من إيران، لا تقودهم إلا إلى دمار جديد.
التقارير لم تقتصر فقط على الغضب تجاه الحرب، بل سلطت الضوء أيضًا على “التوترات الطائفية”، بسبب تهجير مئات الآلاف من اللبنانيين، ففي المناطق ذات الأغلبية المسيحية، مثل بلدة مشمش بمحافظة جبل لبنان، بدأ الناس يتحدثون عن مخاوفهم من أن “يؤدي وجود النازحين الشيعة إلى زيادة التوترات الطائفية”.