عون يثأر بإهانة الحريري
من جديد، تعمد رئيس الجمهورية اهانة الرئيس المكلف من دون حد أدنى من لياقات يفرضها الموقع قبل أي شيء، إذ من غير المقبول بالشكل والمضمون ان يعتمد مطلق مسؤول اسلوب” الزجر” في المخاطبة، و ايداع الرئيس المكلف نموذجا لشكل الحكومة والحصص عليه اتباعه قبل التوجه لقصر بعبدا، وهو اسلوب لا يليق بمطلق رئيس كما بادنى موظف فكيف برئيس مكلف بتشكيل الحكومة مكتمل الصلاحيات وفق إتفاق الطائف.
يؤكد قطب سياسي بأن خلفية تصرفات عون مردها الثأر من إتفاق الطائف في ظل احتمال رفع وتيرة الارتكابات في كل يوم يمضي من العهد الرئاسي الذي بدأ العد العكسي لانقضائه و توقع دخول لبنان نفق الفراغ و التعطيل وهي سمة رافقت نهج عون و اسلوبه منذ عودته العام 2005 و المرشح استمراراها مع خليفته جبران باسيل.
المراسلة التي أودعتها دوائر قصر بعبدا نزعت الأقنعة لناحية النظرة التي يتعاطى بها العهد مع رئاسة الحكومة كونها “ملحقة وتابعة” من وجهة نظر عون خصوصا مع ما تضمنت من تبجيل لموقع رئاسة الجمهورية بصفة الفخامة، ثم التقريع بحق الرئيس المكلف كونه “حضرة رئيس سابق للحكومة” .
اكثر من ذلك، ما هي البدائل المتاحة اذا ما اقدم الحريري على الاعتذار بغض النظر عن اهواء عون و باسيل ؟، وهل من سبيل متاح لطرح استبدال الحريري بشخصية أخرى قادرة على إنقاذ الوضع؟والسؤال الاهم من ذلك هل يملك العهد ترف الوقت و الظروف التي تسمح باملاء الشروط فيما باتت السفينة على مقربة من الارتطام الاخير.
اسئلة قد لا تخفف من وقع الذهول أمام مشهد الانحدار بالدولة و منطق المؤسسات ، فيما ينقل مسؤول سياسي أجواء غربية بعد زيارة الحريري قصر بعبدا و تفجير القنبلة الموقوتة من على منبرها بأن لبنان دخل في المجهول حيث تم القضاء على أنفاس الاستقرار السياسي ، و الوضع الأمني بات على المحك واحتمال تفجيره باتت مرجحة، إن لم تكن مؤكدة.