صواريخ الجنوب ستتكرر فهل تغيرت معادلة الردع
جاء رد “ااحزب” امس واضحا وصريحا، مذيلا ببيان من الاعلام الحربي، لكن حتى لو لم يعلن الحزب رسميا عن رده، لم يكن من الصعب على اسرائيل اكتشاف الامر،
نوعية الصواريخ ومداها ودقتها مختلفة، هكذا قالت وسائل اعلام اسرائيلية. “حرب الله” رد على الغارة.
رد الحزب الذي كان بقصد الردع، ثبت معادلة تقول بأن اي مسّ بالساحة اللبنانية سيكون الرد عليه سريعا وغير متوازن، اي ان الرد سيكون بمستوى اعلى من الاستهداف الاول.
حاولت تل ابيب بعد الغارة الاخيرة، بكل الوسائل الممكنة، السياسية والاعلامية، التأكيد ان الصواريخ المجهولة ليست لحزب الله، وبالتالي فإن الرد على الاراضي اللبنانية لا يستهدف الحزب،
لكن الواقع ان اسرائيل نصبت فخا واضحا من خلال تصريحات افيخاي ادرعي الذي اكد ان القصف سيستمر والرد لم ينته.
ارادت تل ابيب معرفة ما اذا كان الحزب سيبلع الغارة الاولى لتكررها، وتكسر القواعد المكرسة منذ حرب تموز، وهذا ما فهمه الحزب، الذي يريد بدوره كسر قواعد الاشتباك لصالحه.
بعد رد الحزب عانت اسرائيل من ارباك شديد، فهي غير قادرة على الرد، فحتى “الايام القتالية” التي كانت تريدها قبل اشهر مع “الحزب” ،
لم تعد تناسبها، اولا لان معركة سيف القدس جعلتها تحسب ألف حساب لاي معركة، وثانيا لانها منشغلة اليوم بقضية اكبر هي مواجهة ايران.
وجدت تل ابيب نفسها بين خيارين، الرد مع احتمال تدحرج المعركة، وعدم الرد ما يعني تثبيت” الحزب لقواعد الاشتباك مجددا،
لا بل بدء مسار كسرها من خلال الصواريخ المجهولة التي تتساقط على المستعمرات الشمالية.
هناك في اسرائيل من يخشى ان تتحول الحدود الشمالية كالحدود مع قطاع غزة، جبهة مفتوحة لاشكال مختلفة من المواجهة مع فارق اساسي هو ان الساحة اللبنانية غير متاحة لاي رد كالردود التي يقوم بها سلاح الجو في القطاع المحاصر.
من الواضح ان اسرائيل قررت عدم التصعيد، اقله هذه المرة، لكن الذي بدأ مسار الصواريخ المجهولة لسبب سياسي او استراتيجي ما، لن يوقفها خصوصا ان تل ابيب لم تقم برد رادع،
اذا فإن تكرار السيناريو الذي حصل منذ يومين ممكن ووراد في اي لحظة، من دون ان يكون محسوما عدم إنفلات الجبهة.