شهيد البحر
عجبا كيف تتكسر الاحلام على امواج البحر الغادر الذي يسرق منا املنا ومستقبلنا ويقتل فلذات اكبادنا، ويتركنا اسرى قلوب مشتعلة واحزان تستوطن الجسد وتستقر بين اللحم والعظم..
ثقيلا ومفجعا وقاتلا كان خبر موتك غرقا يا خضر، ايها الحبيب وابن الحبيب، الممتلئ محبة وحبا والمتميز اخلاقا وادبا، والمعجون بالعلم والايمان، ذاك الشاب الوسيم الذي شق طريقه الى العلم معتمدا على نفسه لكي تقرّ فيه اعين والديه وشقيقتيه واهله.. ذاك الخلوق الذي ترك اثرا طيبا في نفوس من عرفه، وحزنا عميقا في قلوب من سمعوا بخبر استشهاده غريقا في ساعة غفلة ستمتد تداعياتها الاليمة الى مدى العمر..
خضر ريما.. يا شهيد البحر، لا تحزن ولا تقنط فقد اختارك الله الى جواره لتكون من شباب اهل الجنة ولتشكل جناحين لوالديك المفجوعين يوم القيامة فينجوان بمصيبة الدنيا من اهوال اليوم العظيم..
ولصديقي الحبيب ناصر ريما ، الاب العطوف والحنون الذي افنى حياته ليحصّن اولاده بالعلم والادب والتربية والثقافة والاخلاق وطيب المعشر، فقد اصبح لك شهيدا في ذمة رب عظيم عند مليك مقتدر الذي يسأل يوم القيامة عن اصحاب المصائب في فلذات اكبادهم فيبشرهم بالرضى والعفو والمغفرة..
ايها الاب الصديق الذي آلمنا حزنه مهلا، فلله ما اعطى ولله ما اخذ، وليس لنا سوى التسليم انطلاقا من ايماننا بالقضاء والقدر، وان لكل اجل كتاب..
فلك وللعزيزة سناء وللعزيزتين رينا وهدى وللعائلة ولنا وللمحبين كل العزاء بهذا المصاب الاليم الذي خطف منا شابا بعمر الورود، الهمنا الله الصبر والسلوان.. ولا نقول الا ما يرضي ربنا واننا على فراقك يا خضر لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون..
الشاب خضر ناصر ريما قضى يوم امس غرقا على شاطئ كفرعبيدا ويشيع عقب صلاة ظهر اليوم الاثنين في مسجد عثمان بن عفان في ميناء طرابلس ويوارى الثرى في مدافن الميناء القديمة.