سيناريو عوني للاستقالة من مجلس النواب
على هامش الكباش السياسي الحاصل، وفي لحظة الصراع بين عهد الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري ومن معه، مرر العونيون رسالة بأنهم قد يستقيلون من المجلس النيابي.
الاستقالة التي تبدو مستحيلة وغير منطقية لاسباب كثيرة،لا سيما في ضوء الاجراء الايجابية المستجدة،
هي في الواقع بند مطروح على جدول اعمال تكتل لبنان القوي ويحقق نظريا اهداف بالجملة، وفق سيناريو يرسم بعيدا عن الاعلام.
تقول مصادر مطلعة ان الاستقالة المطروحة لن تتم الان، بل في الاشهر الاخيرة من ولاية المجلس النيابي، اي في لحظة ادراك التيار ان العهد سيكمل ولايته من دون حكومة وان الحلول غير موجودة ولا افق لتسوية،
عندها تكون الاستقالة ورق “جوكر” يرميها التيار على الطاولة بهدف كسب معركة سياسية كاد يخسرها.
وتشير المصادر الى ان الاستقالة من مجلس النواب ستعني ان المجلس النيابي فقد جزءا اساسيا من ميثاقيته وبالتالي قد لا يكون ممكنا المماطلة الى موعد الانتخابات النيابية الرسمي،
ويصبح تأجيل الانتخابات مستحيلا، هكذا سيتمكن التيار من احداث صدمة سياسية مفيدة نسبيا لشد عصبه الشعبي.
وتضيف المصادر ان الهدف الثاني الذي يحقق هو ارباك مجموعات المجتمع المدني التي لن يكون امامها وقت لتتوحد، اذ ان توحد هذه القوى سيكون له دور كبير في اضعاف التيار نيابياً،
اما تشتتها فسيؤدي الى استعادته القدرة على تحقيق نتيجة انتخابية مقبولة.
وتلفت المصادر الى ان الاستقالة وضرب مجلس النواب يجعل المؤسسة الوحيدة الباقية هي رئاسة الجمهورية، اذ لا حكومة ولا مجلس نيابيا ،
وبالتالي تصبح حجة بقاء الرئيس في بعبدا واردة وقوية،
ومن غير الممكن، وفي حال عدم حصول انتخابات نيابية بسبب المناكفات، ان يترك الرئيس السلطة.
وتعتبر المصادر ان مثل هذا السيناريو لا يتجاوز فكرة الصلاحيات، واعادة تكوين النظام، اذ ان الانهيار وانفراط الدولة
سيترافق مع شد حبال سياسية من اجل الوصول الى تعديلات دستورية وقد يكون عون الاقدر على ادارة هكذا تحول في حال لم يكن هناك مجلس نيابي او حكومة. وعليه،
ومن موقعه، الذي سيفرض من خلاله امرا واقعا قد يتمكن من الحصول على مكاسب سياسية…
اذا صحيح ان طرح التيار بالاستقالة قد لا يبدو منطقيا وفي السياق السياسي العام، لكنه،
ووفق السيناريو المذكور الذي بدأ يحكى عنه عونيا، سيصبح طرحا مربحا ومنقذاً في السياسة بعد اشهر من الآن، في حال لم تثمر ” الايجابيات ” الكثيرة التي تتم اشاعتها حاليا.