رسالة إلى ماكرون: “أقنِع إيران فيسير حزب الله”
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
مُهمّة إيمانويل ماكرون بالغة الصعوبة في ١ أيلول. ولكن “فلنترك الحنكة الفرنسيّة تعمل بأقصى قواها”، كما قالت المصادر الدبلوماسيّة الفرنسيّة لموقع mtv.
يأتي ماكرون إلى بلدٍ أكثر مَن يعرفه هي فرنسا، هي الدولة التي انتُدِبَت لتحكمه، وحكمته ٢٣ عاماً وتركت أثرَها على مجتمعه وبيوته السياسيّة ومؤسساته وتقاليده الإجتماعيّة، ثمّ تعود إليه اليوم وهو ينهار ويتفكّك سريعاً بعد ١٠٠ عامٍ من نشوء لبنان الكبير وإعلانه من قصر الصنوبر.
لبنان مُستقلّ اليوم، في الشكل والأدبيّات لا أكثر، ومشكلته الكبرى فائض القوّة الذي يتحكّم به ويُطيح التوازن في البلد، هذا الفائض الذي يحكم ويستحكم بالدولة وأجهزتها وإدارتها وقرارها، فيكون تبعاً لأحداث التاريخ: كلّ ٣٠ عاماً بيد طائفة أو فريق طائفيّ.
هذا في السيادة المعدومة، أمّا في مافيا الفساد، فهي لم تبدأ من اليوم، لكنّها تمدّدت وتحوّلت إلى “ترويكا” بين ٣ الى ٤ أفرقاء يُمسكون بزمام توزيع الحصص في الملفّات كافّةً ويُحوّلون إجتماعات ومجالس الإدارات إلى جلسات سريّة وغُرَف مُغلَقة تطمر الفساد والفضائح وتقاسم الغنائم والجبنة… وتدفن النظام اللبناني عن بكرة أبيه.
إلى حين أتت لحظة الحقيقة وحصل ١٧ تشرين، فـ٤ آب، وانتهى لبنان الذي عرفناه، وعادت فرنسا، “مُنتدَبة” أيضاً، طارحةً تغييراً جذرياً في النظام، وميثاقٍ وطنيّ جديد، وحكومةٍ مُستقلّة إصلاحيّة تضمّ مستقلّين إختصاصيين من المجتمع المدنيّ.
التيار الوطني الحر”، الأكثر ارتباكاً منذ ١٧ تشرين، قبِلَ بحكومة مستقلّة، أقلّه علناً، برئاسة نواف سلام. رئيس مجلس النواب نبيه برّي يُريد سعد الحريري. الحريري يُكثّف اتّصالاته لأنّ العين الفرنسيّة تنتظره. “الإشتراكي” يميل إلى سلام، وكذلك الأمر “القوات”، في وقت لم يُحدّد “المردة” موقفه حتّى الساعة… علّة الخلاف تبقى لدى “حزب الله” الذي يُريد حكومةً وطنيّة تضمّ القوى السياسيّة كافّةً، وليس مقتنعاً بالخيار الذي يدعو إليه الغرب وفي مقدّمته الولايات المتّحدة الأميركيّة.
لذلك، ما على ماكرون إلاّ أن يدقّ مطرقتَه على سندان إيران، فيعمل ويضغط باتّجاه تخفيض المحور الإيراني سقف شروطه ومطالبه في لبنان من ضمن تسوية متكاملة، تُجنّب الجميع الحرب التي حذّر منها، وتتضمّن اتّفاقاً على حكومة إختصاصيّة إنتقاليّة تضمن مُجاراة المجتمع الدولي في الإصلاحات، ووضع وثيقة وطنيّة جديدة تُعيد التوازن في البلد.
إذاً، إعمَلوا على إقناع إيران حول لبنان ومصيره، ويسير “حزب الله”… فالتسوية “مهما حرنا ودرنا” آتية.