“دستور نتن وعفن”… باسيل يدعو الى “صيغة خلاّقة”
اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في احتفال بمناسبة ذكرى 13 تشرين أن “13 تشرين كانت لسيادة بلد واستقلاله، وسقط شهداء لأجل ذلك ولكن بنتيجة 13 تشرين، انفرض علينا الطائف بقوّة المدفع، وارتضيناه من بعدها لأنه صار دستورنا، ولكن ما صار انجيلنا ولا قرآننا! الطائف دستور وليس كتاب مقدّس! ولا هو قدر محتوم، لنبقى عايشين ببلد نظامه متخلّف”.
ورأى أن “الطائف وصلنا له بكلفة عالية ودفعنا ثمنه 30 سنة تخلّف وفساد وانهيار، والدساتير تعدّل! وخاصةً اذا كانت مولّدة للمشاكل ومش للحلول! ودستورنا، في آلية لتعديله ولتطويره من دون حروب، لا بل بالتفاهم!”.
وقال: “ما في إمكانية للعيش والاستمرار مع هذا الدستور النتن والعفن، الذي أتانا بالدبّابة، وكمّل علينا بالفساد وهلّق بدّو ينهينا بالجمود والموت البطيء!”.
وأكد أن “الحلول موجودة ولا حاجة لانتظار الخارج بل هي تنبع من الداخل، من ارادتنا الوطنية ومن ارادة شبابنا! بدّنا نجدّد حياتنا، وفاءً لشهدائنا وكرمال شبابنا، شبابنا الذين ما بيعرفوا لا الطائف ولا 13 تشرين، شبابنا يلّي بيريدوا نظام جديد يشبههم، يشبه تنوّعهم!”.
وأضاف: “نحنا متنوّعين وادارة التنوّع هي أصعب انواع الادارة، وعلينا مواجهة الناس بالحقائق، والحقيقة هي انّو اللبنانيين هم مجموعات طائفية تسعى لأن تكون شعباً واحداً متساوي في دولة ولكن بعد ما صارت هيك! صحيح انّو الطائفية هي في أساس الكيان، ولكن نظامنا الطائفي صار هو السبب بفشل الدولة!”.
ولفت الى “أننا نعرف تماماً اننا نعيش في هذا الشرق الطائفي، ونعرف تماماً معنى الإنتماء للأديان والحضارات والثقافات، ونعرف كمان معنى الحداثة والعصرنة؛ ومنعرف اننا اذا نحنا أولاد هذا الشرق، فهذا ما بيعني انّنا محكومين بالتخلّف، وهنا قدرة اللبنانيين على الإبتداع للحفاظ على لبنان الكبير الذي أراده الآباء المؤسسون والإبتداع يكون بإيجاد صيغة خلاّقة بتفصل بين يلّي منختلف عليه وبتجمع بين يلّي منتفّق عليه! وبالحالتين بتصالح كل مكوّن مع فكرة الدولة، بتحرّره من موروثاته البائدة وبتحافظ له على مكتسباته الكيانيّة وبتدمج الإثنين، الموروثات والمكتسبات، بمشروع الدولة”.
وأشار الى أن “بمجلس الشيوخ؛ نضع كل فوارقنا وتمايزاتنا، وننشئ مجلس على أساس انتمائنا المذهبي، فيكون القانون الأرثوذكسي أساس تكوينه من دون عقد وخجل، ونقول أنّه ممنوع المس بخصوصيّاتنا المحميّة بهيدا المجلس والمصانة بمناصفة لا يمكن لعدد انّو يمسّ فيها!”.
وأوضح أن “بمجلس النواب، نضع كل شي بيجمعنا، ومنخرج من أقبية طوائفنا ومنروح لنظام انتخابي بيوسّع دائرة انتمائنا وبيصغّر الفوارق بيناتنا، وبيسمح بأقصى مدى ممكن لانتمائنا المدني بدءاً بقانون موحّد للأحوال الشخصية يعطي أقلّه الحريّة والخيار لمين بيريد الخروج من شرنقة مذاهبنا عبر قانون زواج مدني”.
وشدد على أن “يبقى الأهم هو أن نعبّر عن مواطنيّتنا وانتمائنا لوطن ولكيان عبر انتمائنا لدولة ومؤسسات ونظام ودستور وقوانين، ومجموعة هذه الأمور تكون الدولة المدنية العصريّة، دولة مدنية من خلال عقد اجتماعي جديد يكون على مستويين: مناطقي وخدماتي وهيدا بيعني إعطاء هوامش للمناطق بالإنماء، وإعطاء هوامش للناس بالخدمات، بحيث يشعر كل مواطن أنّه يأخذ حقّه من دولته مش بانتمائه لطائفته، ولكن بانتمائه والتزامه بمجموعة القوانين والضرائب والرسوم والمتوجبّات عليه للدولة، ومساهمته بمالية الدولة متل ما الدولة هي عم بتساهم بإعطائه حقوقه”.
وتابع: “هذا هو التوازي بالحق بين الفرد والدولة، وهذه التبادلية يجب ان تتأمن وتتساوى ليكون هناك منظومة مواطنين متساويين عايشين بدولة عصريّة مدنيّة! هيك بتنتفي الهواجس الذاتية يلّي لطالما دفعت الفرد للاحتماء بعصب الانتماء. هيدي اسمها لامركزية إدارية ومالية موسّعة، وهي تختلف عن الفيديرالية ليلّي بيخاف منها”.
وأكد “اننا لا نريد الفيديرالية، ولكن استمرار التعامي عن اللامركزية رح يأخذنا لما هو ابعد من الفيديرالية ونحن لا نريد الفيديرالية، أكرّر، مش لأنّها تقسيم، بل لأنّها صيغة اتحاديّة متقدّمة للحكم لسنا جاهزين لها في مجتماتنا بعد ونحن لا نريد التقسيم ولا نقبل به ونعتبره قضاء على لبنان الرسالة والكيان والوطن والدولة ولكن نحن نريد اللامركزية بمعناها الواسع، والإستمرار بالتعامي عنها لن يأخذنا الاّ الى صيغ متشدّدة أكثر حولها!”.
وقال: ” لازم يكون عنّا الجرأة بالذهاب اليها متفاهمين دون محاولة الحدّ منها، فهي ما بتفكّك الدولة بل بتشذّب المجتمع وبتكرّس ادارة سويّة للتعدديّة!”، مشيراً الى أن “الدولة مفكّكة أصلاً بالنظام الطائفي، ونحن نريد هذا العقد الإجتماعي لإعادة المعنى للإنتماء المواطني ولطمأنة المجموعات الطائفية بانتمائها الى دولة المواطنة العصرية التي تحميها بفوارقها وخصوصيّاتها وتحفظ لها تمايزاتها دون خروجها عن مفهوم القانون والعدالة”.
وتوجه الى رفاقه بالتيار بالقول: “هيدي هي البداية للبنان الجديد المتجدّد يلّي منريده بـ 13 تشرين بعد 30 سنة من النضال وبظلّ كل العواصف يلّي عم تجتاحنا، ومن دون ما نضيّع أولويّاتنا وننسى انّو الأولويّة المطلقة اليوم هي لوقف الإنهيار المالي والإقتصادي، ولتأليف حكومة تنجز هالمهمّة وتمنع الوطن من الإنزلاق للفوضى والفتنة؛ بتبقى مهمّتنا انّا نشتغل للبنان المدني العصري يلّي بيكون على مستوى شهادة أبطالنا، وبتبقى مهمّتنا انّو نمنع الوطن الصغير، لبنان الكبير، انّو ينبلع أو ينهضم أو يتفتّت او يتقسّم، وبتبقى مهمّتنا انّو نحافظ على الحريّة بهالبلد بوجه الأحادية والإرهاب، وانّو نحافظ على ثروات البلد وحقوقه، ونعرف كيف نوزّعها على الأجيال القادمة وكيف نتقاسمها بالحق وبالقانون الدولي لنخلق ثقافة السلام المبني على قوّة لبنان”.
وتابع: “انّو نحافظ على هالبلد بنفس الوقت واحة سلام ومقاومة لكلّ ظلم، وانّو نخلّي هالبلد عاصي على كل محتلّ، ومتآخي مع كلّ مسالم، وانّو نجدّد للبنان مئة سنة من الحياة المتميّزة بهالشرق، لنبقى عنوان الكرامة بهالشرق!”.