تفاهمات برعاية دوليـــــة أبعد من تشكيل الحكومة
أبرز جوانب الفاجعة اللبنانية التهليل السياســـــي لاي اشارة خارجية تحمل بين طياتها إمكانية تشكيل حكومة، ولعل من علامات الإفلاس السياســـــي وضع تشكيل حكومة في خانة “الإعجاز اللبناني” في حين انها المنطلق لمعالجة جدية توقف تدحرج لبنان نحو الهاويـــــة بلا قعر .
لا يمكن اغفال أهمية الاتصال الرئاسي بين فرنـــــسا وإيـــــران وحصره بضرورة تشكيل الحكومة،
غير ان العبرة، وفق اكثر من طرف، تكمن في خواتيمها، بحيث انه قد لا يمكن ضبط قفز أرانب اللحظة الأخيرة لتسجيل نقطة من هنا أو تسجيل مكسب من هناك.
مصـــــادر ديبلوماســـــية في بيروت، توقفت أمام الاتصالات المتعلقة بالشأن اللبناني بكونها ابعد من تشكيل الحكومة وهي تنطلق من إشارات ملفتة تعكس عدم مصلحة طرفي النزاع في الإقليم، الأمـــــيركي كما الايرانـــــي، بانهـــــيار لبنان بشكل كامل والحاقه بركب الفوضـــــى العارمة إقليميا،
الأمر الذي يفسح المجال لتحييد الملف اللبناني عن ملفات التجاذب الأخرى وعقد تفاهم بالحد الأدنى على غرار ما حدث في العام 2005 عند الانسحاب الســـــوري من لبنان.
وفق قراءة المشهد الإقليـــــمي والدولـــــي،
تجد المصـــــادر الديبلوماســـــية بأن أميـــــركا تتوجس من انهيار لبنان بشكل كامل بعدما بلغ وضعه المعيشي حد الاختناق ما يفسح المجال أمام الحاقه بمحور إيـــــران الإقليمي بشكل علني وبصورة مباشرة،
خصوصا في ظل تطورات في الجنوب الســـــوري، كما في الأردن تحمل في طياتها مؤشرات بارزة.
المفارقة في لبنان، بأن الحسابات الأميـــــركية تتقاطع مع المصلحة الايرانيـــــة بتجنيب لبنان ان يكون ضمن ساحات الصراع الدائرة إقليميا كون الحـــــزب درة تاج المشروع الايـــــراني في المنطقة .
وبمقدوره خوض حـــــروب عســـــكرية طاحنة خارج الحدود اللبنانية عكس الداخل اللبناني حيث يلجأ إلى السبل السياســـــية لحل الازمـــــات لعدم فقدان أرضية صلبة ينبغي الارتكاز عليها .
من هنا يمكن فهم موقف الحـــــزب المتوازن منذ البداية بين وجوب تشكيل الحكومة لكن مع عدم التفريط بحلفه مع رئيس الجمهـــــورية والتيار الوطني الحر.
من المؤكد بأن أزمـــــة تشكيل الحكومة بلغت خواتيمها لناحية الحـــــسم ، لكن التحرك الخارجي المستجد يفسح المجال أمام سيل من التكهنات عن حدود التفاهمات في عمق الازمـــــة اللبنانية، إذ من المؤكد بأن تشكيل الحكومة ليس الهدف النهائي.
وهنا يدأب اكثر من طرف سياســـــي في الداخل على التمعّن جيدا بتطورات المرحلة اللاحقة خصوصا وان لبنان على مشارف استحقاقات داهمة أبرزها ورشة الانتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية.