تعرفوا على مـــ.ــرض ال “Sibo”!
قد يمرّ أمامكم أحد المنشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي يتحدث عن مـــ.ــرض الـ Sibo ، وبشكل خاص في صفحات بعض أخصائيات التغذية اللواتي يزعم جزء منهن أنه سبب في عدم خسارة الوزن. وفي حين أصبح الحديث عن هذا المـــ.ــرض صيحة من الصيحات عبر صفحات العالم الإفتراضي، تكمن المغالطة في ســـ.ــوء تفسيره للرأي العام. ففي وقت بات فيه المضمون العلميّ رائجاً ومحبّباً لدى الكثيرين، يزداد الخـــ.ــوف على مدى صحّة المحتوى المقدّم والذي أصبح في الكثير من الأحيان عرضة للتسليع بهدف تلبية رغبات “ما يطلبه
المتابعون”. فما هو تحديداً مـــ.ــرض الـ”Sibo”؟
خسارة الوزن والـSibo
بادئ ذي بدء، وقبل التعريف به، لا يؤثر الـ”Sibo” على خسارة الوزن ولا يعرقل عمـــ.ــلية توديع الكيلوغرامات الزائدة، وذلك بحسب الأخصائية في الجهاز الهضمي والكبد والتنظير وتقنيات خسارة الوزن د. ملاك نور الدين .
وقالت نور الدين في معرض حديثها أن “الـSibo قد يسبّب انخفاضاً في بعض الفيتامينات على غرار الـB12 والكالسيوم، ولكن لا علاقة مباشرة له بخسارة الوزن أو اكتسابه”، لافتة إلى أن “انتفاخ المعدة الناتج عنه لا علاقة له بالوزن لا من قريب ولا من بعيد، فهذا موضوع آخر تماماً “، مشدّدة على أنه يتمّ الترويج لمفاهيم خاطئة عدّة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
الأسباب والأعراض
أما بالعودة إلى التعريف به وبشكل مبسّط، فأشارت نور الدين إلى أنه “توجد بكتيريا حميدة وأخرى ضـــ.ــارّة في الأمعاء، فعندما يرتفع عدد الأخيرة في الأمعاء الدقيقة بشكل كبير، يحدث عندئذ فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة المعروف بالـSIBO”.
وعن أسباب هذا المـــ.ــرض، أكّدت نور الدين أن أي خـــ.ــلل في حموضة المعدة أو بحركة الأمعاء من شأنه أن يؤدي إلى الإصـــ.ــابة بالـSibo. ومن أكثر الأسباب شيوعاً بحسب ما قالت، تناول أدوية خفض حموضة المعدة (حماية المعدة) وأدوية الإلتهابات لمدّة طويلة وبشكل عشوائي، الخضوع لعمـــ.ــليات جراحية ومنها تكميم المعدة، الإصـــ.ــابة بالأمـــ.ــراض مثل السكري ، كرون أو المعاناة من مشـــ.ــاكل الغدة الدرقية وتناول كل الأطعمة المليئة بالسكر والنشويات التي تحفز نمو البكتيريا غير الحميدة.
وفي حين شددت على أن هذا المرض لا يشكّل خطـــ.ــراً على الحياة، أكّدت نور الدين أن أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض مشـــ.ــاكل معوية أخرى ولهذا قد يصـــ.ــعب تشخيصه وتمييزه بالنسبة للكثيرين، وعلى رأسها نفخة المعدة والإمساك أو الإسهال، سوء التغذية وألم البطن.
ماذا عن العلاج؟
وفي محاولة لـ”التقاط” أي شبهة تدلّ على أن ما يعـــ.ــاني منه المـــ.ــريض هو الـSibo، يجب بحسب نور الدين جرد كل المسببات الأخرى للحالة، فقالت: “يجب التأكد من أن المريض لا يعـــ.ــاني من جرثـــ.ــومة في المعدة، ولا يعـــ.ــاني من مـــ.ــرض حساسية القمح مع الخضوع للتنظير وانتزاع خزعات، التأكد من عدم الإصـــ.ــابة بمـــ.ــرض كرون”، لافتة إلى أنه بعد الإنتهاء من هذه القائمة والتأكد من خلوّ أي من عناصرها، يجزم الطبيب بأن المـــ.ــريض يــعـ.ــاني من الـSibo.
إلا أنها شددت أيضاً على أن تشخيص فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة يتم عبر اختبار لرصد ارتفاع الهيدروجين في التنفس، ولكنه غير متوفّر في لبنان.
وعن العلاج، أكدت نورالدين أنه بعد استثناء جميع الأسباب العضوية الأخرى والتأكد من أن المـــ.ــريض يعـــ.ــاني من الـSibo، يتمّ وصف دـــ.ــواء موجود في الصيدليات له على مدى ثلاثة أشهر بشكل متقطّع، أما في حال كانت المـــ.ــريضة حامل فيتعيّن عليها إنهاء فترة حملها أولاً ومن ثم تناول الـــ.ــدواء، إذ أن الـSibo ليس مرضـــ.ــاً طـــ.ــارئاً.