تركـــ.ــيا تدعم جهود حكومة ميقاتي… “الصديق وقت الضيق”!

شكلت زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري الى تركيا واجتماعه مع الرئيس رجب طيب أردوغان خطوة إضافية ضمن مسيرته التي أطلقها منذ توليه رئاسة الحكومة لتعزيز علاقات لبنان مع الدول الصديقة والشقيقة ،

 

وإعادته بقوة الى الخارطة الدولية، والتفتيش عن كل ما يمكن أن يساهم في وقف الانهـــ.ــيار تمهيدا لتحقيق رؤيته الانقاذية.

 

وقد جاءت الحفاوة التركية الرئاسية في إستقبال الرئيس ميقاتي لتؤكد حرص تركيا على متانة العلاقة مع لبنان، ومع رئيس الحكومة بما يمثله على المستوى الوطني وعلى مستوى الطائفة السنية،

 

كما أظهرت عمق العلاقة الشخصية التي تربط ميقاتي بالرئيس رجب طيب أردوغان الذي حرص على مخاطبته بـ “أخي العزيز” و”الصديق العزيز” أكثر من مرة، وبدا مقبلا على تقديم المساعدات للبنان،

 

ورفع نسب التبادل التجاري وتكليف الشركات التركية تنفيذ العديد من المشاريع المهمة بما في ذلك إعادة إعمار مرفأ بيروت.

 

تعتبر تركيا لاعبا أساسيا في المنطقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا شك في أن ما أظهرته من إستعداد للوقوف الى جانب لبنان وحكومته وشعبه يشكل دعما لجهود الرئيس ميقاتي الذي يسعى الى تشكيل حاضنة عربية وإقليمية ودولية للبنان،

 

عبر تعزيز مبدأ “النأي بالنفس” عن صراعات المنطقة وإلتزام العلاقات الممتازة مع الجميع، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على السلم الأهـــ.ــلي الداخلي،

 

وطرح قضية النازحـــ.ــين وتوحيد الجهود من أجل تأمين عودتهم الى بلادهم، والاهتمام المباشر بكيفية الاستفادة من دعم هذه الدول وتجييره لمصلحة اللبنانيين.

 

لا شك في أن زيارة الرئيس ميقاتي الى تركيا إتسمت بالايجابية المطلقة، خصوصا أنها أثمرت عن قرارات إتخذها الرئيس أردوغان في دعم جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية، وفي تفعيل العلاقات على صعيد التجارة والصحة والأمن والطاقة والتعليم والسياحة،

 

فضلا عن تفعيل إجتماعات اللجنة الاقتصادية العليا بين تركيا ولبنان وعقد إجتماع لها في النصف الأول من هذا العام، إضافة الى تشكيل لجنة مشتركة لحل المشاكل العالقة بين البلدين،

 

وكذلك التعاون في مجالات مختلفة، حيث عبر أردوغان عن رغبته بإستخدام إمكانات تركيا الكبيرة لمساعدة لبنان.

 

وكانت لافتة الايجابية التي إتسمت بها إجتماعات الوزراء اللبنانيين مع نظرائهم الأتراك، حيث أعطى الرئيس أردوغان توجيهاته بضرورة الاستجابة لمطالب الوزراء اللبنانيين.

 

يمكن القول، إن زيارة تركيا قد حملت رسائل بالغة الأهمية، لجهة أن لبنان ليس متروكا، وأن كثيرا من أشقائه وأصدقائه يسعون الى تأمين إستقراره والحد من معاناة شعبه،

 

وأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مستمر في مساعيه الرامية الى حمل القضية اللبنانية وطرحها على طاولة البحث لدى صناع القرار في العالم من غلاسكو الى الفاتيكان الى فرنسا فمصر وصولا الى تركيا والحبل على الجرار،

 

بما قد ينسج شبكة أمان فوق لبنان تساهم في صموده والمساعدة في العملية الانقاذية التي ينشدها، إضافة الى تثبيت العلاقات اللبنانية ـ التركية وإنعكاسها الايجابي على وطن الأرز.

 

خلال المحادثات الموسعة بين الجانبين اللبناني والتركي، خاطب الرئيس أردوغان الرئيس ميقاتي بالقول: “الصديق وقت الضيق وفي اليوم الأسود”، وفي ذلك تأكيد من رئيس تركيا بأننا “سنكون الى جانب لبنان حكومة وشعبا”،

 

إضافة الى أنها رسالة من أردوغان لميقاتي قرأها المتابعون: بأن “يمكنكم الاعتماد علينا”..

 

كتب غسان ريفي في سفير الشمال:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!