تأجيل الاتفاق النووي يرخي بثقله على الازمة السورية
لم يساهم الانتصار المعنوي للنظام السوري عبر إعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد من جهة والانفتاح الخليجي من الجهة الأخرى في إنهاء الازمة السورية وتصفية ذبول الحرب الأهلية رغم الانفراجات الواسعة والسبب يعود لتشابك مصالح الدول المعنية.
فالجانب الأميركي ليس بوارد التخلي عن السيطرة على شمال وشرق سوريا سواء للنظام وحلفائه ام لتركيا الجارة الطامحة لاستعادة التوسع العثماني نحو البصرة في العراق وحلب في سوريا،
وأقصى ما اقدمت عليه إدارة جو بايدن التزامها بعدم نشوء كيان كردي في سوريا على غرار حكومة أربيل في العراق.
بالمقابل ، تسعى إيران التخفيف من الضغوط الروسية عبر التغلغل داخل المؤسسات الرسمية والمشاريع المشتركة خصوصا في ظل مطالبات بوتين بضرورة انسحاب جميع المليشيات المسلحة،
ما يعني حكما تقويض النفوذ الايراني على الأرض ما يضع تعقيدات حقيقية أمام استكمال مؤتمرات الحوار المتعددة في فينا او استانا او حتى عمل اللجنة الدستورية.
في ضوء ذلك، يبرز التساؤل عن قدرة المفاوضات الأميركية – الايرانية على وضع حد نهائي لازمة سوريا واستعادة دورها الطبيعي كدولة محورية في المنطقة ،
وكذلك الأمر من كيفية التعامل الأميركي مع الانفلاش الايراني خارج حدودها الذي كان نتيجة سياسية باراك اوباما القائمة على تقديم اغرءات لإيران مقابل وقف برنامجها النووي.
تتعامل الديبلوماسية الروسية مع تعقيدات المشهد السوري وفق منطق رسم خطوط حمراء والانتقال من ميادين القتال إلى طاولة المفاوضات حتى إنجاز اتفاقات،
لذلك يغلب على دورها طابع ضبط الايقاع بين إسرائيل و إيران في ظل الحرب الأمنية المستعرة على جبهات المطارات وسد المعابر البرية .
من هنا، يشير مصدر في وزارة الخارجية الروسية إلى ضرورة تثبيت الوضع الأمني وتأمين حركة المرور بين المحافظات وانعاش الاقتصاد المتهالك قبل الانتقال إلى ملفات عودة النازحين إنجاز المصالحات وتدرجا نحو استعادة الدولة السورية عافيتها.
ويضيف المصدر الروسي بأن نسبة نجاح ذلك مرتبطة بتفاهمات إقليمية ودولية لم تنضج بالشكل الكافي في الوقت الحاضر ما يتطلب ضرورة المحافظة على الاستقرار النسبي قبيل الوصول إلى الاتفاقات الناجزة.