بين الفوضى والأعجوبة، لبنان أقرب إلى الفوضى

إن مؤشر انفجار الشارع هو مدى احتمال الناس للوجع الذي تعاني منه. والمفاجأة أن اللبنانيين يظهرون عن قوة تحمل هائلة للكوارث التي تحل بهم. والأهم هو مدى تحملهم لطبقة سياسية فاسدة!

اعتقد ناشطو الثورة أن الانفجار سيحصل مع بلوغ سعر صرف الدولار الواحد سقف 15.000 ليرة.

فقطعوا الطرقات ظناً منهم أن كل الشعب سيواكبهم! ولكن الخيبة كانت في قناعة الشعب بعدم جدوى التحركات! فخرج الثوار من الأرض؟

فهل أصبح التجويع يؤدي الى تركيع؟! وهل يؤدي التركيع الى تطويع؟!

400 مليون دولار متبقية فقط لدعم كل شيء… بينها 250 مليون دولار للدواء!

ان سعر صرف الدولار في سباق مع نفسه فقط، بانتظار الاعلان الرسمي عن الوقف الكلي للدعم. وهذا الدعم الأكذوبة يكمل على الباقي من ودائع الناس وأموالهم. وتُعتبر السقوف مع تدوير الأرقام محطات رمزية لازدياد الوضع سوءاً.

فماذا يحصل عندما يبلغ سعر صرف الدولار 20 ألف، 30 ألف، 40 ألف أو 50 ألف ليرة؟! سترتفع الأسعار وترتفع الى مستويات خيالية.

وردات الفعل الشعبية ستذهب الى الفوضى. ولكن ما لا يعرفه احد هو لحظة السقوط الحر (Chute Libre, Free Fall)!

ورغم التحذيرات من هذه اللحظة فان الانكار الشعبي والرسمي مستمر بانتظار حدوث شيء ما!

في الحساب البسيط، يجب أن يدرك اللبنانيون أن سعر صرف الدولار لا سقف له وليس له فرامل!

ولكن «شو بيعمل» مبلغ الـ400 مليون دولار؟ وكم شهر بيكفي؟ وماذا سيحصل بعد استنفاد كل «إبر التخدير»؟ وهل يدخل لبنان عندها في الكوما، في حالة موت سريري؟

مساعدة مفروضة بشروط مرفوضة… وبلباس عسكري!

إن الأعجوبة المنتظرة هي مساعدة مالية خارجية «مفروضة»، ستأتي مصحوبة بشروط سياسية مرفوضة من الكثيرين، بالاضافة الى شروط اصلاحية مستحيلة التنفيذ! وقد تأتي، في ظل رفض تعاون الطبقة السياسية بلباس عسكري!

ولكن الفوضى قد تؤدي الى هدم هيكل الدولة على ساكنيها. عندها قد تنطلق ثورة أخرى، دموية هذه المرة! لأن «عزرايل» ليس كافياً لوحده لإنهاء الوضع المأساوي!

فموت زعيم أو أكثر بحكم التقدم في السن لعدد منهم سيكون مؤثراً اجتماعياً، ومن دون أي تأثير ايجابي على الاقتصاد اللبناني.

الصحافي :سمير سكاف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!