بكركي تُغرِق حزب الله بمزيد من الوحول… ميدان قتالي جديد غير تقليدي!
من الطبيعي أن يهرب “حزب الله” من المواجهة المباشرة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عبر تجنيد بعض الأصوات التي تدور في فلكه، لتشويه صورته (البطريرك). ولكن الحرب في هذا الحقل صعبة جدّاً بالنّسبة الى “الحزب”، الذي لطالما اعتاد على اللّغة العسكرية المُزلزلة والمدوّية والحاسمة والحازمة، فيما يجد نفسه حالياً في حرب غير تقليدية، تضعه في وجه بطريركية مارونية، لا تمتلك أسلحة، بل مواقف أشدّ حدّة من ضربة سيف، ومقاربات أهمّ من قنبلة ذريّة، في توصيفها الدّقيق لحقيقة الأمور.
لا يُمكن لـ “حزب الله” أن يُربِك بكركي، وهو كلّما صَمَتَ بالمباشر عن مواقفها، يجد نفسه يغرق في بحر أكبر، مُغرِقاً معه الأطراف الداخلية الحليفة له.
ليست ظرفية
رأى رئيس “الرابطة المارونية” السابق أنطوان قليموس أن “مواقف البطريرك الراعي ترتبط بثوابت البطريركية المارونية منذ تأسيس “لبنان الكبير” وصولاً الى اليوم، وهي ليست طارئة أو ظرفية، بل انها طبيعية جدّاً”.
وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “البطريرك الراعي محقّ في كل ما يصدر عنه، لأن فريقاً من مكوّنات الدولة اللّبنانية هو صاحب مشروع دولة عقائدية، دولة ولاية الفقيه، ولا يخفيه أبداً بل يُجاهر به أمام الجميع. ولكن هذا الأمر يتناقض مع الأُسُس التي قام عليها لبنان منذ عام 1920”.
وأكد أن “البطريركية المارونية لن تقبل هذا المشروع، ولا نحن كعلمانيّين سنقبله. فضلاً عن أن كثيراً من أفرقاء الطوائف الإسلامية لا تقبله أيضاً. ومن هنا، يتوجّب تكوين قوّة ضاغطة من أجل إنتاج الدولة المدنية الفعلية، والدّفع باتّجاه علمنَة النظام والأداء السياسي، وهو ما لا يمسّ بالدين ولا بجوهره ولا بحقوق أي طائفة، بل يجعل لبنان للجميع وليس لفئة معيّنة”.
إعادة النّظر
ودعا الى أن “تتكودر حول مواقف البطريرك الراعي كلّ الأطراف في الوطن، مع ضرورة أن يقوم الفريق صاحب مشروع ولاية الفقيه بإعادة النظر في مشروعه، في ما لو كان يريد أن يبقى جزءاً أساسياً من مكوّنات الدولة اللّبنانية”.
وركّز على أن “الخُبث في التعاطي بين بعضنا البعض كلبنانيين ليس مسموحاً بعد اليوم، ومن المفترض أن نكون واضحين. فإخوتنا في الوطن ما كانوا خبثاء عندما عبّروا جهاراً عن مشروع ولاية الفقيه، ولكن الخبث يكمُن بالذين حاولوا تدوير الزوايا واستيعاب مشروعهم العقائدي على حساب النّسيج اللّبناني والدولة اللّبنانية، فيما لا تستقيم الأمور وفق تلك القاعدة”.
وأضاف:”نحن اليوم على عتبة التأسيس لعيش مشترك جديد، بعد ثغرات كثيرة على هذا الصّعيد، قوامها “الترقيع” على مدى سنوات طويلة، منذ عام 1969، أي منذ أن بدأت المجموعات المسلّحة تعمل من لبنان دون محاسبة، بدءاً من الفلسطينيين، مروراً ببعض الأفرقاء المدعومين من سوريا، وصولاً الى نشوء “المقاومة الإسلامية” التي كان يتوجّب تسميتها “المقاومة اللّبنانية”. هذا كلّه وضع صيغة جديدة لنظام الحُكم في لبنان، ولذلك يتحدّث البطريرك الراعي عن المشاكل كما هي”.
جديد؟
وتمنى قليموس أن “يترافق مجهود البطريرك الراعي الكبير بوفد كبير يرافقه عندما سيزور روما مستقبلاً، يحوي الكثير من مكوّنات المجتمع اللّبناني التي دعمت مواقفه كلّها، وذلك حتى ولو لم يكُن هذا الوفد بحجم ذاك الذي رافق البطريرك الياس الحويك الى باريس في الماضي”.
وختم:”سيكون من المُفيد جدّاً أن يرافق البطريرك الراعي الى روما، الكثير من الأشخاص الذين يمثّلون التوجُّه الحضاري للبنان الجديد، لبنان لجميع أبنائه وليس لفئة معينة وفقاً لقناعاتها وعقائدها”.