بعد 24 عاماً .. أمٌّ زغرتاويةٌ تخوض معترك “البريفيه”!
تثبت الدراسات أن العلم غير مرتبط بالعمر فهو يساعد على تنشيط الذاكرة في اية مرحلة من عمر الانسان.
وطلب العلم يحتاج إلى قوة عزيمة، والإرادة والإصرار هما مفتاح النجاح وتحقيق الأحلام، وتجربة “رانيا مخايل زيدان الدويهي” خير مثال على ذلك، فرغم صعوبة ظروفها تواصل تعليمها في عمر الـ39 سنة.
أثارت الدهشة لدى وصولها الى مدرسة “مدام بدره” الرسمية في زغرتا، نخالها للوهلة الأولى أنها أستاذة من طاقم مراقبة الامتحانات الاّ أنها ليست كذلك، هي أمّ وربة منزل وطالبة تستعدّ لدخول معترك الشهادة المتوسطة بعد سنوات من الانفصال عن المدرسة. “رانيا مخايل زيدان الدويهي” متأهلة من عنصر سابق في الجيش اللبناني يُدعى كرم كرم وأمّ لثلاثة أولاد تقدّم امتحان الشهادة المتوسطة مع طلاب “بعمر ولادا” بعد 24 سنة على ترك المدرسة.
تقول الدويهي في حديث خاص لموقع المرده: “شجّعني ابني على السير قُدماً واكمال دراستي بعد غياب طويل وهو طالب في الجامعة يبلغ من العمر 20 عاماً وهذا بمثابة تحدٍّ فبعد أن كبر أبنائي ودخلوا الجامعات قررت أن أكمل تعليمي ووضعت هدفاً أمامي لذا قدمت طلباً حراً كي استطيع ان اخضع لهذا الامتحان”.
وتتابع حديثها بالقول: “فور وصولي استغرب عنصر في قوى الامن الداخلي ولم يكن ليسمح لي بالدخول لولا التدقيق بطلب الشهادة الذي بحوزتي وأشكر الله على هذه التجربة”.
ولفتت الى أنها وجدت الفخر والتشجيع من كل المحيطين بها وفرحوا من أجلها على أمل أن تنال النتيجة المناسبة التي تخولها اجتياز هذا الامتحان والوصول الى المرحلة الثانوية وبعدها الجامعية.
ومضت في حديثها تقول: “كنت متفوقة في المدرسة الا أن بعض الظروف حالت دون اكمال المشوار العلمي وحلمي أن أكمل حتى المرحلة الجامعية ولهذا الهدف انا موجودة هنا اليوم”، مؤكدة انها حظيت على التشجيع الاكبر من زوجها فكان خير سند لها.
وأكدت أنها تعيش تجربة مميزة وكان ذلك حلماً بعيد المنال لكن إصرارها على ذلك جعلها تتمسك به وتمنت أن تكون مثالاً لنساء كثيرات وتجربتها جعلتها تؤمن أن الإنسان قادر على كل شيء إذا أراد ذلك رغم المسؤوليات الكثيرة التي تثقله”.
وتابعت قائلة: “مرحلة جميلة ومحطة مهمة جداً في حياتي انتقلت من ربة منزل إلى إمرأة مكافحة طموحة باحثة عن العلم رغم عمري ومسؤولياتي الكثيرة، مشيرة الى أن العزيمة تملؤها حماساً وإصراراً على النجاح وتحقيق الحلم الضائع الذي فقدته منذ الزواج وبعد إنجاب الأطفال وتربيتهم بعد هذا العمر لذلك أسميته الحلم الضائع”.
ويمكن القول أن الإنسان هو المسؤول الأول عن قناعاته وأحلامه وليس المجتمع، ومهما بلغ من العمر يستطيع أن يصل إلى ما يصبو إليه، وان الفرد كلما تعلم أصبح أكثر انفتاحاً وتطوراً فكلما نحن موجودون نحتاج إلى تعليم وتطوير مهارات.