بعد زيارة واشنطن.. “معضلة خطيرة” تضع مصداقية الكاظمي على المحك
قال تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، إن التحدي الأبرز بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى للكاظمي، هو إنهاء نفوذ الميليشيات الموالية لطهران واستبدالها بقوات أمنية تابعة للحكومة، “وهي معضلة خطيرة تضع مصداقيته على المحك أمام واشنطن”.
التحليل الذي شارك في كتابته، كبيرة محللي شؤون العراق في مجموعة الأزمات الدولية لهيب هيجل، ورمزي مارديني من معهد بيرسون لدراسة وحل النزاعات العالمية في جامعة شيكاغو، أشار إلى التحديات التي يواجهها الكاظمي لترميم العلاقة مع واشنطن وضمان دعمها لحل المشاكل الاقتصادية والأمنية.
يرجح الكاتبان، في مقالهما الذي نشر الثلاثاء، أن يكون الصراع بين القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء العراقي، مثل جهاز مكافحة الإرهاب، ضد الجماعات المدعومة من إيران، أكثر تعقيدا بكثير من المعركة مع تنظيم داعش.
ويرى الكاتبان أن “من شأن هكذا مواجهة أن تنطوي على مخاطر تقويض جهاز أمن الدولة من الداخل، مع احتمال حدوث انشقاقات في صفوف الأجهزة الأمنية”.
ويوضح كاتبا المقال أنه “منذ عام 2003، أصبح الأفراد الذين تربطهم صلات بالميليشيات المسلحة، وزراء ومشرعين وقادة في الجيش والشرطة، ومسؤولين كبار في الحكومة”.
ويشيران إلى أن “الآلاف من عناصر الميليشيات يتمركزون الآن داخل المنطقة الخضراء، والدليل على ذلك هو نفوذ كتائب حزب الله على الأمن داخل المنطقة المحصنة وسط بغداد”.
كذلك تطرق الكاتبان إلى نفوذ منظمة بدر، المدعومة من طهران، داخل وزارة الداخلية، التي طالما أدراها وزراء تابعون للمنظمة خلال السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003.
يقول الكاتبان إن “على الولايات المتحدة أن تستغل تراجع الدعم المالي الذي تقدمه طهران لأذرعها في العراق نتيجة العقوبات، من خلال تركيز الدعم الأميركي على المؤسسات الأمنية العراقية الشريكة، ولا سيما جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز المخابرات الوطني”.
“من شأن هذا النهج أن يساعد تلك المؤسسات غير المخترقة من قبل الميليشيات على التطور، مما يمهد الطريق، بمرور الوقت، لتقوية الدولة العراقية”، وفقا للمقال التحليلي المنشور في مجلة “فورين بوليسي”.
وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود أشاد، الثلاثاء، بقوات مكافحة الإرهاب، مضيفا في هذا الشأن أن “لدى رئيس الحكومة العراقية أداة قوية جدا تحت تصرفه للسيطرة على المجموعات المسلحة التي تقاوم قيادته كقائد للقوات المسلحة”.
وأكد هود أن “الجانبين الأميركي والعراقي أعادا التأكيد على الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين البلدين، خلال الحوار الذي عقد الأسبوع الماضي في واشنطن”
وقال إن “الجانب الأميركي أعاد التأكيد على سيادة العراق، مقابل الالتزام بحماية الأميركيين والشركاء الدوليين الآخرين من هجمات الميليشيات المدعومة من إيران”.
وحضت الولايات المتحدة، الأربعاء، الماضي العراق على تفكيك كافة “المجموعات المسلحة” الموجودة على أراضيه، وذلك في اعقاب زيارة قام بها الكاظمي ومجموعة من وزراء الحكومة العراقية إلى واشنطن الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن، إن “المجموعات المسلحة التي لا تخضع لسيطرة رئيس الوزراء الكاملة، أعاقت تقدمنا”.
ولم يذكر، بومبيو، الفصائل العراقية الموالية لإيران بالاسم، لكن زيارة رئيس الوزراء العراقي للولايات المتحدة تأتي على خلفية هجمات يومية تشنها هذه الفصائل ضد المصالح الأميركية في العراق.
وتولى الكاظمي، الذي تحدى نفوذ الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق، منصبه في مايو الماضي، ليصبح ثالث رئيس للوزراء خلال فترة من الفوضى استمرت عشرة أسابيع وأعقبت احتجاجات دامية استمرت شهورا في العراق الذي أنهكته عقود من العقوبات والحرب والفساد والتحديات الاقتصادية.
واندلعت الاحتجاجات الشعبية في العراق في أكتوبر الماضي ضد الفساد وتنامي نفوذ الميليشيات والطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها المتظاهرون بالتبعية لطهران.