باسيل في أحضان سوسان!

بكل وقاحة وثقة ارتأى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل زيارة مدينة صيدا وعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع مرجعياتها السياسية والدينية، للاطلاع على أوضاع المدينة واحتياجاتها حسب ما قال، ولكن المستغرب هو استقبال هذه المرجعيات لباسيل الذي كانت له اليد الطولى في خراب البلد بتغطية من عمه ودعم من حاشيته، ولكن الأمر الأكثر غرابة استقبال مفتي صيدا والجنوب سليم سوسان لرئيس” التيار الوطني الحر” في دار الفتوى في صيدا واعتباره بانه “عنوان الوحدة الوطنية في لبنان” ويبدو أن سوسان نسيّ أو تناسى مآثر جبران باسيل تجاه الطائفة السنية، حيث عمد عن سابق تصور وتصميم إلى ضربها وإقصائها والسعي لإخراجها من المعادلة السياسية الوطنية في البلد، لأسباب عدة بات اكثرها معروفاً، وذلك خدمة لمصالحه ومصالح وحلفائه.

 

ولكن كيف يمكن أن ينسى سوسان أو يتناسى ما قاله يوما ميشال عون بوصفه السنة “بالحيوانات”، وكيف على سوسان أن ينسى حقد باسيل وعمه على الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده وحتى بعد ذلك، وملاحقته في قبره بما يسمى كتاب “الإبراء المستحيل” وتحميله مسؤولية خراب البلد اقتصادياً، ورفضه الاعتراف باتفاق الطائف الذي أرسى السلام والاستقرار في البلد.

 

لذلك فان السؤال الذي يطرح “ما الدافع وراء زيارة باسيل إلى مدينة صيدا، واللقاءات الذي عقدها، وتحديدا من سهل زيارته إلى دار الفتوى ولقائه سوسان”؟

 

علما ان الموقف المعلن امام باسيل يؤكد انبطاح بعض المرجعيات السياسية والدينية السنية أمام الأخير وغيره لمصالح شخصية ضيقة ستكشف عما قريب.

 

ولكن مهما يكن فإن سوسان ليس المرجعية الدينية السنية الوحيدة التي استقبلت باسيل، الذي كان قد زار دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في وقت سابق، لذلك من غير المستبعد أن يكون المفتي دريان على معرفة مسبقة باستقبال سوسان لباسيل واطلاعه ربما أيضاً على موقف سوسان المعلن من باسيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!