باسيل أمام أزمة جدية… فهل يجد مخرجاً؟
يواصل “التيار الوطني الحر” تصعـــ.ــيده السياسي في وجه حلفائه وخصـــ.ــومه في آن معاً، وذلك في ظلّ حراكات يقوم بها رئيس “التيار” جبران باسيل على أكثر من صعيد في محاولة لتخفيف عزلته السياسية وهذا الامر له تبعات سياسية وحزبـــ.ــية داخل “التيار”. فهل يستطيع باسيل في ظلّ هذه الازمة اخراج نفسه وتياره السياسي بأقل خسائـــ.ــر ممكنة أم أنه سيتعرّض لمزيد من الضربـــ.ــات القاصمة تضعه في مسار انحداري لا عودة عنه.
من الواضح أن “التيار الوطني الحر” خسر علاقته بكل الاطراف السياسية في لبنان، وفي الوقت الذي كان تحالفه مع “الحـــ.ــزب ” يتيماً، قرّر باسيل الذهاب بعيداً في الخصومة مع “الحـــ.ــزب” حتى يكاد “تفاهم مار مخايل” يصل الى حدود الطلاق النهائي بين الطرفين في ظل استشعار خطـــ.ــر كبير من الدعم الجدي الذي يقدمه “الحـــ.ــزب” ومعه “حركة امل” لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في الاستحقاق الرئاسي.
ابتعاد باسيل عن “الحـــ.ــزب” المتزامن أيضاً مع خصومته المزمنة مع “حركة امل” ترافقه خصومة أكبر يحاول التذلّل من أجل إنهائها مع “القوات اللبنانية”، الا أنه بات واضحاً أن “معراب” تغلق أبوابها بوجه أي تفاهمات معه أو حتى أي تقريب لوجهات النظر مع “التيار” الا في حال تنازل بشكل كامل، الامر الذي يبدو مستحيلاً بالنسبة لباسيل الذي يدرك أن ذلك من شأنه أن ينهي خطابه السياسي الى الأبد ويجعله منضوياً تحت سياسة “القوات” وخطابها الاعلامي والسياسي سواء على المستوى المحلّي أو الاستراتيجي.
في المقابل يعمل باسيل على مدّ جسور التفاهم مع بعض “قوى التغيير” وبعض نواب السنّة في محاولة لفهم طبيعة المرحلة المقبلة، على اعتبار أن تقاربه مع هؤلاء في ظل خطابه “التسويقي” الداعي لمكافـــ.ــحة الفســـ.ــاد سيعيد ترميم واقعه السياسي والشعبي بشكل كبير ويجعله مجدداً رقماً صعباً في الشارع المسيحي لا يمكن تخطّيه مستنداً الى الكتلة الوازنة التي لا يزال يتمتّع بها حتى هذه المرحلة.
غير أن مشكلة باسيل الحقيقية تكمن في أن أحداً من “قوى التغيير” أو نواب السنة، حتى وإن تلاقوا معه في بعض الملفات والتقوا به في إطار حوار جدّي، لا يرغب بتعميق العلاقة السياسية معه، على اعتبار أن السنّة يدركون طبيعة الخصومة الشرسة التي يُمسك بها باسيل بوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الامر الذي لن يستطيع تخطيه أي من النواب السنة الحاليين. كذلك فإن قوى التغيير لا ترغب بتعريض نفسها لهجـــ.ــمات سياسية واعلامية كبرى من قِبل خصومها في حال قررت بناء أي تحالف مع باسيل.
هكذا يجد باسيل نفسه امام ازمة حقيقية قد يستطيع الخروج منها في حال أعاد صياغة مقارباته، خصوصاً أن “الحـــ.ــزب ” لا يزال يفتح أبواب التلاقي معه شرط أن لا يكون معرقلاً جدياً لخيار “الحـــ.ــزب” الرئاسي سيّما أن الاخير كان قد منح ضمانات لباسيل في حال عدل عن قراره وسار بترشيح فرنجية أو أمّن النصاب لجلسة انتخـــ.ــابه رئيساً للجمهورية.
ايناس كريمة_ لبنان24