انهيار مؤكد للمنظومة الصحية اللبنانية حال دخول الحرب

أثار انقطاع التيار الكهربائي في لبنان الكثير من المخاوف من انهيار النظام الصحي، ويتساءل موظفو المستشفيات كيف يمكنهم التعامل مع العدد الكبير من الضحايا المتوقعين نتيجة للحرب في غياب إمدادات كهربائية مستقرة، فيما حذر مراقبون من كارثة صحية في مستشفيات لبنان جراء انقطاع التيار الكهربائي ووقود المولدات خاصة إذا اندلعت حرب بين مليشيات حزب الله اللبناني واسرائيل في الأيام القليلة القادمة.

 

وفي ظل الأزمة الكهربائية الناتجة عن المشاكل الاقتصادية المتمادية والمتصاعدة في لبنان، نقابة المستشفيات تطلق صرخة تحذيرية من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المستشفيات بعد اقتراب نفاد مادة المازوت المشغلة للمولدات وكذلك مع غياب كهرباء الدولة بسبب عدم وجود الغاز الطبيعي والذي تستخدمه الدولة لتوليد الكهرباء. 

والصيدليات تطلق صرخة بعد تراجع مخزون الأدوية، كما حذرت من عدم قدرة المستشفى على استيعاب مصابي الحرب في المستشفيات، مما سيجعلهم مهددون بالموت بسبب انقطاع التيار الكهربائي. 

 

وحذّرت نقابة المستشفيات في لبنان، من “كارثة صحية” جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، ونقص مادة المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية، في وقت يشهد فيه لبنان تهديد حقيقي من اندلاع حرب شاملة في لبنان يجرها فيها ميلشيات حزب الله. 

 

وأعلنت نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في بيان لها، أن “هناك مشكلة كبيرة تواجه القطاع، إذ يتعذر على المستشفيات الحصول على مادة المازوت لتشغيل المولدات، في ظل انقطاع الكهرباء عن عموم البلاد. 

 

وحذّرت النقابة أن “عدداً من المستشفيات مهدد بنفاد هذه المادة خلال ساعات، مما سوف يعرض حياة العديد من المرضى للخطر”، مطالبة المسؤولين بـ”العمل فوراً على حل هذه المشكلة تجنباً لكارثة صحية محتمة”.

 

بدورها، حذّرت الصيدليات والشركات المستوردة للأدوية في لبنان منذ أسابيع من تراجع مخزونها من مئات الأدوية الأساسية، حيث عمدت السلطات الأسبوع الماضي إلى ترشيد الدعم عن الأدوية، في إطار سياسة تعتمدها منذ أشهر لرفع الدعم تدريجياً عن سلع رئيسية بينها الأدوية.

 

ويواجه القطاع الصحي في لبنان أعباءً متزايدة، مع خسارته خلال الأشهر الأخيرة مئات الأطباء والممرضين الذين اختاروا الهجرة هرباً من الانهيار الاقتصادي وتداعياته وكذلك بسبب المخاوف من اندلاع حرب شاملة في عموم البلاد مع اسرائيل جراء اشتباكها مع حزب الله اللبناني على الحدود اللبنانية الاسرائيلية منذ شهر أكتوبر الماضي. 

 

وعلى صعيد أزمة الكهرباء، تراجعت قدرة مؤسسة كهرباء لبنان تدريجاً خلال الأشهر الماضية، على توفير التغذية للمواطنين، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق. ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شحّ الوقود وخاصة المازوت والغاز، القدرة على تأمين المازوت والغاز اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها إلى التقنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!