المطران عودة: النازحون باتوا يشكّلون خطراً أمنياً واقتصادياً وديموغرافياً
اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الى إنْ كان إيمانُنا بالربِّ هو طريقُ الخَلاصِ لنفوسِنا فإنّ خَلاصَ بَلَدِنا لن يكونَ إلاّ على أيدي مسؤولين مؤتَمَنين يَضَعون مَصْلَحَةَ البَلَدِ فوقَ كلِّ مَصلحة، مُتَناسين كِبْرياءَهم ومَصالِحَهم وارتِباطاتِهم، وقبلَ هذه كُلِّها مُكتَسَباتِهم.
بلدُنا يُحْتَضَرُ وإنسانُه يُعاني ولم يجدْ زُعَماؤه والمسؤولون أنّ الوقتَ قد حانَ لإيجادِ العِلاجِ وإعادةِ هَيْكَلَةِ الدولةِ بَدْءًا مِنَ الرئاسة، مِنْ أجلِ تَسييرِ البَلدِ وأمورِ الناسِ الذين لم يَكْفِهم ما يُقاسونَه مِنْ ضيقِ العَيْشِ والفَقْرِ والذُلِّ والحاجةِ، حتى بَرَزَ خَطَرٌ آخرُ بِسَبَبِ تَفَلُّتِ الأمنِ نتيجةَ عَدَمِ المُحاسَبَةِ والإفلاتِ مِنَ العِقاب، وإهمالِ ضَبطِ الحُدودِ وتَدَفُّقِ أعدادٍ كبيرةٍ من غير اللبنانيين، وُجودُ مُعظمِهم غيرُ قانونيّ، وبَعْضُهم خارِجون على القانون كما تُؤكِّدُ الإحصاءات، ويَرتَكبون الجَرائمَ في حَقِّ اللبنانيين، ومِنها جريمةُ الأشرفية، وبعدَها جريمةُ جبيل وغيرُها مِنَ الجَرائمِ المعلومَةِ وغيرِ المعلومَة.
طبعاً نحن نحترمُ إنسانيتَهم ونُقِرُّ بِحَقِّهم في حياةٍ آمِنَةٍ كريمةٍ إنما في بلادِهم وليس على حسابِ حياةِ اللبنانيين وكرامَتِهم. لذلك على الحُكّامِ أنْ يُطَبِّقوا القوانين ويَعْمَلوا جاهِدين على إعادَتِهم إلى بِلادِهم، وأنْ يَحُثّوا المؤسَساتِ الدَوْلِيَةَ كي تُساعِدَهم على ذلك وتُقَدِّمَ للعائدين المُساعَداتِ اللازِمَة.
واوضح خلال عظة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بانه زارَنا مُؤخّراً رئيسُ دولةٍ مُجاورةٍ مُمْتعِضاً مِنْ وُصولِ حَفْنَةٍ مِنَ النازِحين إلى بَلَدِه، مُسْتَنْفِرًا جُهودَه لِمَنْعِ ذلك. أفَليسَ مِنْ حَقِّ اللبنانيين أنْ يَقلَقوا هم أيضاً على بَلَدَهم ومَصيرِهم؟ لا أحدَ يَعرِفُ أعدادَ النازِحين الذين لا يَمْلِكون أوراقًا رسميةً، ولا يَدفَعون الضرائبَ، ويُقاسِمون اللبنانيين لُقمةَ عَيْشِهم، وقد أصبحوا يُشَكِّلون خَطَراً أمنياً واقتصادياً وديموغرافيا.
فمِنْ واجبِ المسؤولين، حِفاظاً على بَلدِنا وشعبِه، توحيدُ مَوقِفِهم مِنْ هذه القَضية، ووضعُ خِطةٍ واضِحةٍ لِمُعالَجَتِها بِشَكْلٍ لائق، والتَحَلّي بالجُرأةِ في مُواجَهَة المجتمعِ الدولي. يَجِبُ أن تكونَ لديهم إرادةُ حِمايَةِ الشعبِ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ مِنْ أيَّةِ جِهَةٍ أتى، صَديقَةٍ أو عَدُوّة، وأن يُطَبِّقوا القوانين على كلِّ مُقيمٍ على أرضِ لبنان، تَماماً كما يُعامَلُ اللبنانيون في الخارج.
على جميعِ المسؤولين مِنْ أكبَرِهم إلى أصغرِ بلديةٍ أخذُ الأمورِ بِجِديِّة تَلافِياً للأسوأ. لقد مَرَّتْ سنواتٌ ولم نَرَ مُعالَجَةً جِدّيةً. البعضُ يَتَغاضى عن الأمر، وآخرون يَتقاعَسون، والبعضُ يَكتَفي بالكلامِ وتَوصيفِ الوضع. واجِبُ المَسؤولِ تَقْليلُ الكلامِ والإكثارُ مِنَ العَمَل. المُواطنُ ليسَ مسؤولاً.
واشار الى ان الحُكّامُ مسؤولون وعليهم إيجادُ الحَلِّ، وعلى المواطِنين أنْ يكونوا أكثرَ وَعْياً فلا يَنزَلِقون إلى أعمالٍ غيرِ قانونيةٍ أو غيرِ إنسانيةٍ تُؤدي إلى إشكالاتٍ وصِدامات.
الإنسانُ، كلُّ إنسانٍ خُلِقَ ليعيشَ في الكرامةِ التي خَلَقَه اللهُ عليها، لذا على جميعِ المسؤولين، في لبنانَ والعالم، أن يَتَكاتَفوا مِنْ أجلِ حِمايةِ أيِّ إنسانٍ مِنْ أينما أتى، مِنْ لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وأيِّ مَكانٍ في العالَم. النازحون ضحايا ومِنْ واجِبِ الجميعِ إيجادُ حلٍّ لِقَضيتهم، على ألاَّ يَكون على حِسابِ شعبٍ آخر.
واردف “غَداةَ ذِكرى 13 نيسان نَسألُ الله أنْ يَحْمي لبنانَ وشعْبَهُ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وتَشَرذُمٍ وحَربٍ، ويَجْعَلَه مِثالاً للعيشِ بسلامٍ في دولةٍ عادِلَةٍ يَحكُمُها القانون. آمين”.