المساعي الحكومية عند نقطة الصفر… وما جديد زيارة ماكرون؟

جاء في “الانباء”:
موقفٌ إضافي جديد سُجّل أمس يضع الإصبع على جرح التعطيل. فالرئيس سعد الحريري في البيان الذي أعلن فيه أنه ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة، كشف جانباً واسعاً من خفايا المفاوضات غير المباشرة التي كانت تحصل، إذ صوّب نحو “بعض القوى السياسية” التي “تريد انتهاز فرصة المفاوضات لتشكيل حكومة، بغية تحصيل مكاسب سياسية ومصلحة شخصية لحسابات سياسية واهية وتحقيق أحلام شخصية في سلطة لاحقة”.
وكأن الحريري يقول في كلامه، كما أشارت مصادر مطلعة عبر “الأنباء”، إن “النائب جبران باسيل كان مستعداً للموافقة على ترؤسه للحكومة بشرط أن يقبل الحريري أن يبرم تسوية سياسية جديدة معه تتضمن التعهّد بانتخابه رئيساً للجمهورية مستقبلاً. وهذا ما وصفه الحريري بالابتزاز والأحلام السلطوية في مرحلة لاحقة”.
وقالت المصادر، “اللافت أن موقف الحريري، وشكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يأتيان على بُعد أيام من الزيارة المفترض أن يجريها الرئيس الفرنسي إلى لبنان في الأول من أيلول، فيلقي الحريري عن ثقله كاهل التعطيل، ويرمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، الذي بات أمام استحقاق الأسئلة الدولية حول ما لم يتحقق”.
وفيما تراوح الأمور الحكومية عند نقطة الصفر، لم يطرأ أي جديد بما يتعلق بزيارة ماكرون إلى لبنان، فالدوائر الفرنسية تتعاطى وكأن الزيارة حاصلة، أما إطلاق المواقف الفرنسية المعروفة فهي لوضع اللبنانيين أمام مسؤولياتهم.
وإذا كان من غير المعروف ما إذا كان كلام الحريري سيدفع رئيس الجمهورية إلى تعجيل الاستشارات النيابية، والذهاب إلى اختيار رئيس حكومة على طريقة الحكومة المستقيلة، فإن ذلك يعني استمرار قضم الصلاحيات، والاعتداء عليها وعلى الدستور، واستمرار الأزمة وتعميقها، فيما لبنان بحاجة إلى تغيير في العقلية، قبل أي تغيير في الأشخاص.