الكرة في ملعب العهد فهل يتـــــورط

تستمر المفاوضـــــات الحكومية بغض النظر عن وتيرتها وما إذا كانت الايجابية التي تُسرّب عبر وسائل الاعلام واقعية وستؤدي الى الاسراع في التشكيل أم أنها ترتكز فقط على تذليل بعض العـــــقبات،

 

غير أن المؤكد ان المشاورات لم تتوقف وأن الاتصالات بين القوى السياســـــية لم تخضع لأي من عوامل الجمود السياســـــي الذي من شأنه أن يؤدي في وقت قريب الى رفع راية “الاعتذار”!

 

يبدو أن التوجّه الفرنســـــي لا يزال يسلك مسار الضغط من أجل إتمام عملية التشكيل وإزالة العوائق التي تحول دون ولادة حكومة في اسرع وقت ممكن، الأمر الذي، وبحسب مصـــــادر مطلعة، استشعره التيار “الوطني الحر” منذ عدّة أيام فائتة،

 

ما جعله يتهيّب إحراج الجانب الفرنـــــسي لأسباب سياسيـــــة عديدة مرتبطة بواقعه الشعبي وبالمستقبل السياســـــي لرئيسه النائب جبران باسيل.

 

مما لا شك فيه ان الضغوط الغربية لا تنحصر بالفرنســـــيين وحسب، إذ من الواضح أن الاميركييـــــن لا يضعون “ڤيـــــتو” على عملية التشكيل بل يشجعون، ربطاً بالتصريحات العلنية،

 

على الاسراع بها لوضع لبنان على سكّة الإنقاذ الاقتصادي والمالي والمعيشي قبل موعد الانتخابات النيابية المُقبلة، الأمر الذي بدا واضحاً حتى قُبيل اعلان استقدام “الحـــــزب  لبواخر النفط الايرانـــــية.

 

وترى المصـــــادر أن الاصرار الغربي على التشكيل مرتبط بعدّة قضايا وفي مقدّمتها تلويح أمين عام “الحـــــزب   بالتوجّه شرقاً وبدء اجراءاته لاستقدام البواخر الايرانيـــــة.

 

ثانياً، إدراك المجتمع الدولـــــي أن الانهـــــيار قد بدأ يطال مؤسسات لم يحسب الغرب لها حساباً في حين أن واقع “الحـــــزب ” التنظيـــــمي والحـــــزبي .

 

لا يزال متماسكاً لا سيما وأن جماهيره قد عادت الى قواعدها الاساسية وذلك بعد قبول السيد نصـــــر الله لما وُصف بـ”التحدي الكبير”.

 

وفتح طريق الحلول التي ستعيد الاستقرار لبيئته ولمن يرغب من المناطق اللبنانية على اختلاف انتماءاتها.

 

من جهة أخرى، اكدت المصـــــادر أن الحراك الداخلي الذي يقوم به اللواء عباس ابراهيم على خط التشكيل ليس بمبادرة فردية وإنما يحظى بغطاء إقلـــــيمي ودولـــــي مقبول.

 

ما ساهم في تكثيف الخطابات السياسيـــــة التي تشجّع عملية التشكيل لتبقى الكرة في ملعب “العهد” ممثلاً برئيس الجمـــــهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل في إطار المفاوضـــــات الحالية.

 

عموماً، يبدو أن “التيار” يتّجه نحو التسهيل رغم بعض العراقيل التي فرضها خلال الأيام الماضية، لكنه ليس في وارد التورّط في اشتباكـــــين أساســـــيين؛

 

الاول مع الغرب بشكل عام والثاني مع القوى السياســـــية والحزبـــــية التي تضغط باتجاه الاسراع في التأليف محمّلة “العهد” مسؤولـــــية التعطيل وتبعاته ومطالبة إياه بتقديم بعض التنازلات على طريق الحلحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!