الفرصة الوحيدة والأخيرة للتغيير في لبنان
كتب داني حداد في موقع mtv:
مهما قيل عن حلّ قريب، عبر تشكيل حكومة، أو اعتذار لرئيس الحكومة المكلّف وتشكيل حكومة برئاسة غيره،
أو إعادة تعويم لحكومة تصريف الأعمال، فإنّ بداية الحلّ الوحيد المتاح لن يكون قبل أيّار المقبل.
أقصى ما يمكن لحكومة جديدة أن تفعله هو وقف الانهيار. الصعود مستحيل. الأمل الوحيد يكمن في إجراء انتخابات نيابيّة تحدث تغييراً كبيراً.
من تظاهر، في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ وما بعده. من انتقد هذه السلطة يوماً من غرّد من اعتلى منبراً
وهاجم من جاع أو يكاد من فَقَدَ عملاً من أقفل مؤسّسة من يبحث عن هجرة من وقف ذليلاً أمام محطة محروقات.
جميعهم سيواجهون الامتحان الأصعب في أيّار المقبل، فإمّا سيصنعون التغيير أو عليهم السكوت الى الأبد.
من هنا، فإنّ استحقاق الانتخابات النيابيّة المقبلة يجب ألا يؤجّل تحت أيّ ذريعة، لا أمن ولا مال ولا كورونا،
كما تمّ إغفال استحقاق الانتخابات النيابيّة الفرعيّة التي ينام مرسومها في قصر بعبدا من دون توقيع رئيس الجمهوريّة، ومن دون أن يطالب به أحدٌ، حتى المعارضة.
لكنّ التغيير المنشود لا يمكن أن يتحقّق من دون تعاون المعارضين “الأنقياء” جميعاً، فيتخلّون عن أنانيّاتهم ومصالحهم،
ويمضون الى تحالفٍ متين، يتيح تشكيل كتلة نيابيّة عريضة في المجلس النيابي المقبل.
انتخاب نائب هنا، وآخر هناك، لن يفي بالغرض. لن يحقّق شيئاً. المطلوب تكوين سلطة، لا تجديد شرعيّتها وتثبيتها.
ويمكن القول إنّ ما يحدث اليوم لا يبشّر بخيرٍ انتخابيّ، حتى الآن. فالمعارضة منقسمة، والجبهات تتوالى، وبدل أن تتوحّد تتفرّع.
وقد نشهد على لوائح عدّة للمعارضين، ما سيمنع وصول وجوه جديدة، ويقطع الطريق على أيّ تغيير.
وقد يكثر المرشّحون، ويكثر الدخلاء وراكبو موجة الغضب الشعبي، فتضيع القضيّة، وتتبعثر الأصوات.
الوقت متاح، من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابيّة، لتجاوز ما يفرّق. والى المعارضين نقول: إن لم تتوحّدوا وتخوضوا الانتخابات معاً “ما تسمعونا صوتكن”…