الفراغ الرئاسي فرصة ذهبية لباسيل
تتجه المفاوضات حول الملفات الحساسة والعالقة في لبنان نحو عدّة نتائج محسومة ستحكم الواقع السياسي في المرحلة المقبلة.
اولى هذه النتائج الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع فلسطـــ.ــين المحـــ.ــتلة وفقاً للشروط اللبنانية من دون الذهاب، مبدئياً، الى تصعـــ.ــيد عسكـــ.ــري في الجنوب. ثانياً، ولادة حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي بالتوافق بين كل الافرقاء، تتمكن من ملء الفراغ الرئاسي،
والنتيجة الثالثة هي الفراغ الرئاسي المؤكد بغض النظر عن المدة واختلاف التأويلات ما بين الشغور والفراغ.
لكن السؤال الاساسي الذي سيُطرح في المرحلة المقبلة يتركّز حول دور “التيار الوطني الحر” في الفراغ،
خصوصاً أنه والعهد سيتوافقان مع مختلف الاطراف السياسية على تشكيل حكومة جديدة. فهل يتموضع “التيار” في جبهة المعارضة، أم يستمر في موقعه الحالي انسجاماً مع موقفه من تشكيل حكومة يحصل فيها على تمثيل وازن.
يتوق “التيار الوطني الحر” الى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون لسبب أساسي ووحيد، وهو الذهاب نحو المعارضة ورفع السقف السياسي الى حدوده القصوى،
ما سيؤدي الى توتير الحياة السياسية اللبنانية خصوصاً وأن “التيار” يلوّح بخطوات جدية، من بينها تحـــ.ــركات شعبية او انسحابات من الحكومة بعد تشكيلها بأشهر.
يعتبر رئيس “الوطني الحر” جبران باسيل أن الفراغ الرئاسي فرصة ستحرره وتمكّنه بمجرد عودة الرئيس ميشال عون الى الرابية من التحرك ضمن هامش واسع عبر مواقف جذرية يعلنها في خطـــ.ــابات سياسية متطـــ.ــرفة لم يكن قادراً على إطلاقها خلال فترة وجود عون في سدّة الرئاسة،
نظراً لحساسية الموقع الذي يفرض نوعاً من القيود. وعليه، فإن “التيار” سيستفيد من هذه المرحلة بهدف اعادة لململة قواعده الشعبية وشدّ عصـــ.ــب جمهوره المسيحي والعوني من خلال خطاب اعلامي واضح ضدّ القوى السياسية التي استهـــ.ــدفت “العهد” وسعت الى إفشاله من وجهة نظره.
وترى المصادر بأن “التيار” لا يهدف فقط الى ترميم واقعه الشعبي المتصدّع الذي بلغ ذروته مع انطلاق حراك 17 تشرين، بل يسعى الى تحسين شروطه السياسية في ظلّ المفاوضات حول ملف الاستحقاق الرئاسي للوصول الى انتـــ.ــخاب رئيس جديد للجمهورية.
ولعلّ الاستعراضات الشعبية التي من المتوقع أن تحصل، وفق مصادر امنـــ.ــية، ستلعب الدور الاكبر في المرحلة المقبلة، وسيكون لها وقع لبلوغ تسوية تعزز نفوذ “التيار الوطني الحر” في الساحة المحلية.
إذاً، لا يبدو ان “التيار البرتقالي” سيتعايش مع الحكومة الجديدة ومع الواقع السياسي المُستجد باعتباره جزءاً من القوى السياسية الحاكمة،
بل سيستمر في نهج المعارضة التي كان يمارسها حتى خلال وجوده في السلطة بهوامش مختلفة مرتكزاً على خطاباته الاعلامية التي توحي وكأنه لم يدخل يوماً في ملعب الفـــ.ــساد السياسي الذي يزايد به بل على العكس، فهو يدّعي محاولاته الخـــ.ــوض في تجربة مختلفة ولكن… “ما خلونا”!
ايناس كريمة_لبنان 24