العهد يتحضر لخطوات مفاجئة فهل تفشل مبادرة بري
كلّما اقترب الملفّ الحكومي خطوة نحو الحلحلة عاد ليتعثّر بعقبات جديدة تعيق تقدّمه وتطيح بكلّ الإيجابيات التي تعمل على ضخّها اعلامياً بعض القوى السياسية في لبنان،
حيث انتشرت في الآونة الاخيرة أجواء تفيد بأن عملية التشكيل باتت قاب قوسين أو أدنى بمجرّد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من جولته، لكن، وبحسب المعطيات، “كأنك يا بو زيد ما غزيت”!
من الواضح أن الهوّة لا تزال شاسعة بين طرفي الخلاف في الملف الحكومي رغم كل المبادرات التي تسير على قدم وساق لتضييقها على الأقل،
فالمشاورات التي بدأها رئيس مجلس النواب نبيه برّي مع الرئيس المكلف سعد الحريري حول الصيغة الحكومية لم تلقَ التجاوب المنشود،
إذ ان الأخير يرى أن ما اعتُبر “تنازلات” من قِبل رئيس الجمهورية ميشال عون لا يبدو كافياً على الاطلاق.
ورغم أن الحريري قدّم خلال الاتصالات الجارية تسهيلات مرتبطة بالوزيرين المسيحيين الا انها لم تصل حدّ التطابق مع تنازلات عون،
وبالتالي فإنّ مبادرة برّي لم تتوصّل حتى اللحظة الى اتفاق يرضي فريقي النزاع خصوصاً مع إصرار الحريري على تسمية أحد الوزيرين موضوع الخلاف!
ولعلّ أسوأ ما قد يحصل سياسياً في هذه المرحلة هو أن تتلقّى مبادرة الرئيس نبيه برّي ضربة قاضية في الساعات القليلة المُقبلة،
وذلك في حال عدم تصاعد الدخان الأبيض من “بيت الوسط” ما من شأنه أن يُعيد الأمور الى المربّع الأول حيث المراوحة تضعف آخر أمل بالتشكيل.
من جهة أخرى، ثمة مؤشرات توحي بأن الأيام القليلة المُقبلة لا تبشّر بانفراجات حكومية قريبة، وعلى وقع بعض التسريبات السياسية،
تدور احاديث حول أنه في حال تجميد التشكيل ستشهد هذه المرحلة خطوات مفاجئة من قِبل تكتّل “لبنان القوي” أو الرئيس ميشال عون ما سيعيد خلط الاوراق السياسية في لبنان.
مخطىء من يحاول الإيحاء بأن عملية تشكيل الحكومة غير مرتبطة بالتطورات الإقليمية، وأن الاعتماد على الحراك السياسي الداخلي كافياً لحلّ الأزمة الحكومية،
إذ ان هذه الحسابات تبدو مبسطة وبعيدة عن الواقعية، ورغم أن المناورات السياسية والتجاذبات الداخلية تتفوّق على المصلحة الوطنية العليا، غير أن الضغوطات الخارجية تؤثر سلباً على المحرّكات الحكومية،
وتضعف قدرة الأطراف المعنية بالتشكيل على تجاوز العقبات وتيسير ولادة الحكومة لإنقاذ البلاد.