العاصفة الحكومية لن تهدأ قريباً مؤشرات أقليمية ودولية قد تبشر بالخير
قد يكون الحديث عن عاصفة من ثاني أكسيد الكبريت ستضرب منطقة الشرق الأوسط حدثا يثير الرعب في أوساط الناس، نظراً لما له من تأثير سلبي على الصحة.
أما في لبنان فعواصفنا تكاد تكون أقوى وأفعل بكثير من هذه العاصفة التي تقترب. فاضافة الى العاصفة الصحية، والعواصف الاقتصادية والاجتماعية والمالية والغذائية، لا تزال العاصفة الحكومية الأبرز، على وقع الحديث المستجد، مع انتهاء عطلة عيد الفصح، عن تفعيل أفكار أو مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، على وقع تحرك اقليمي دولي قد يكون مساعداً في اخراج الحكومة من عنق الزجاجة.
فعلى الصعيد المحلي، وعلى الرغم من الأجواء الايجابية التي تظهر بين الحين والآخر، عن قرب تشكيل حكومة تكنو-سياسية من 24 وزيراً دون ثلث معطل لأحد، لا تزال أوساط الرئيس سعد الحريري تؤكد أن لا جديد على صعيد الحلحلة في المواقف، وهو قد أبلغ ذلك بكل شفافية للبطريرك الراعي خلال زيارته الأخيرة الى بكركي.
كما ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الصرح البطريركي في بكركي تحت عنوان “المعايدة بالفصح” لم تكن بعيدة عن هذا الموضوع، لا سيما بعد الرسالة القاسية التي وجهها الراعي الى المسؤولين اللبنانيين ما استدعى رداً سريعاً من الرئاسة عبر تويتر وزيارة أسرع الى الصرح، ما دفع البطريرك الى “التخفيف” من حدة عظة العيد، بعد أن ترددت معلومات صحافية أنها ستكون نارية في وجه عملية التعطيل الحكومي المستجد.
أما على الصعيد الدولي والاقليمي، فان عودة ايران الى طاولة المحادثات النووية، التي ستستكمل غداً، قد تكون واحدة من المؤشرات الايجابية، التي قد تساعد على تخفيف الشروط المحلية، في وقت تسعى فيه واشنطن الى الحدّ من التمدد الصيني في المنطقة، وتعتبر في هذا الاطار ان تشكيل الحكومة اللبنانية يخفف من هذا التمدد من السيطرة الصينية بعد الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخراً مع ايران.
ومن هنا، بات من الصعب على ايران ان تلعب دور المعرقل في الورقة اللبنانية والتشويش على الإتصالات الإيجابية بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو على خط ما يحصل من مشاورات دولية لدفع الأطراف اللبنانية لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وإلا فان العقوبات بانتظاره.
وفي هذه النقطة، تشير المصادر الى ان هذا الاتصال بين الرجلين أعاد السعوديى الى الساحة اللبنانية بعد الفتور الذي إعترى علاقات لبنان بالمملكة وتشير الأجواء إلى أن الرئيس الفرنسي تمنى على ولي العهد السعودي دعم تأليف الحكومة حيث كانت الإجابة واضحة بأن المملكة لم تتدخل يوماً في الشأن اللبناني الداخلي ولكنها دائماً إلى جانبه وثوابتها تتمثل بحرصها على أمن واستقرار لبنان وازدهاره.
أما على المقلب الفرنسي، فان الأجواء تفيد بأن الفرنسيين ليسوا بعيدين عن الأفكار التي تطرح في بيروت، لناحية الحلحلة في الملف الحكومي، بدليل الحديث المستجد عن زيارة قريبة لجبران باسيل الى باريس، يُعدّ لها اللواء عباس ابراهيم.
اذاً، حتى الساعة لا يزال فول الحكومة خارج مكيول الاتفاق، بانتظار عودة الرئيس الحريري، التي من المتوقع أن تكون قريبة الى لبنان من زيارة سريعة قام بها الى الامارات، وبانتظار اشارة اقليمية ايجابية ستحرك حتماً الملف بالاتجاه الصحيح.