السعودية في لبنان:منع انتصار الحـــ.ــزب
لعل السؤال الابرز الذي يرافق كل التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة هو حول واقع الساحة السنّية او الاصح واقع الصوت السنيّ وحجم المشاركة السنيّة في الاقتراع،
وهذا ما فتح بدوره باب الاسئلة حول سبب عودة السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان في ظل تحليلات تربط عودته بملف الانتخابات النيابية واخرى تفصلها كليا عن الاستحقاق.
في الاسابيع الماضية نجح تيار المستقبل نجاحا باهرا في تجـــ.ــييش الرأي العام السنيّ ضد خصومه وتحديدا ضد القوات اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة والنواب الذين غردوا خارج سرب الرئيس سعد الحريري، ما جعل التوجه السائد هو مقاطعة الانتخابات نصرة للرئيس سعد الحريري.
هذه المقاطعة المستقبلية يضاف اليها مقاطعة تشمل السنّة كما سائر الطوائف نتيجة الانهـــ.ــيار الحاصل والازمة المعيشية، الامر الذي يؤدي الى انكفاء الناخبين بدرجة معينة، وهذا يعني ان هناك انخفاضا كبيرا في نسبة التصويت السنيّ ستؤثر على الواقع السياسي.
وبما ان كثر فشلوا في احداث انقلاب شعبي على تيار المستقبل، يقول البعض ان الحل الوحيد هو السعودية التي قد تكون الاقدر على وضع حد للسطوة الشعبية لبيت الوسط واحداث توازن في المعركة الانتخابية يمنع فوز الحـــ.ــزب الكاسح.
دفع السنّة للاقتراع سيقلل من فرص حلفاء الحـــ.ــزب السنّة اولا، وسيجعلهم غير قادرين على التقدم نيابيا الى حدود كبرى، وثانيا يدعم حلفاء السعودية انتخابيا من خلال تأمين بعض الحواصل الإضافية للوائح القوات اللبنانية في اكثر من دائرة، مثل بعلبك الهرمل وعكار وزحلة وربما جزين.
لكن بعض التحليلات الاخرى ترى ان السعودية ليس لديها مصلحة اليوم في الانخراط في العملية الانتخابية لا من قريب ولا من بعيد، لانها مهما تمكنت من زيادة نسبة التصويت السنّية غير ان المقاطعين ستبقى نسبهم الاعلى وهذا قد يكون واقع كل الطوائف، لكن داخل الطائفة السنّية سيكون له تفسيرات لصالح الرئيس سعد الحريري وهذا ما لا تريده الرياض.
كما ان اصحاب هذا التحليل يرون انه لا يوجد سبب مقنع يدفع الرياض لزيادة الشرعية السنّية للمجلس النيابي المقبل الذي سيكون للحـــ.ــزب اكثرية نيابية فيه، ومن هنا يبقى السؤال حول التوجهات السعودية والحضور الانتخابي السنيّ، من اكبر الاسئلة واعمقها في الحياة السياسية اللبنانية.