الروس يغيّرون قواعد اللعبة في سوريا رسائل بوتين في 3 اتجاهات
في 22 تموز الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي السوري أسقطت كل الصواريخ الأربع التي أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية أثناء غارات الليلة السابقة.
وآنذاك، قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، اللواء البحري فاديم كوليت،
إن “مقاتلتيْن إسرائيليتيْن من طراز “أف 16″ أَطلقت من المجال الجوي اللبناني بين الساعة 1:11 و1:19 في 22 تموز 4 أربعة صواريخ موجهة إلى مواقع في محافظة حمص”.
وأضاف بالقول إنّه تم تدمير كل الصواريخ “من قبل أنظمة “بوك إم 2 إي” الروسية الصنع، والتابعة لقوات الدفاع الجوي السورية”.
وقبل هذا البيان، كان المركز الروسي للمصالحة في سوريا قد أعلن أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت سبعة صواريخ من أصل ثمانية أثناء غارة شنتها تل أبيب في 19 تموز.
لم تعلّق إسرائيل رسمياً على التصريحات الروسية وإن كانت هذه التصريحات قد “أثارت الدهشة” في تل أبيب، بحسب تقرير لبين كاسبيت نشره موقع “المونيتور”.
يقول كاسبيت إنّ المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين يحاولون فهم المعاني الكامنة وراء “المزاعم الروسية”، كاتباً: “هل كانت زلة لسان؟ لا أرجح ذلك”. كاسبيت الذي يرجح أن تكون التصريحات الروسية بمثابة “بالون اختبار”،
ينقل عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع وصفه “المزاعم الروسية” بـ”المضللة”. وفي معرض تبريره، يقول المصدر إنّه لم يتم اعتراض أغلبية الصواريخ الإسرائيلية بل أصابت أهدافها بدقة.
وبحسب كاسبيت فإنّ التقديرات الإسرائيلية تعتبر المزاعم الروسية بمثابة خطوة تكتيكية وليست تحولاً استراتيجياً، إذ ينقل عن مصدر أمني إسرائيلي بارز اعتباره أنّ الروسي “يبعثون رسائل لنا ولكن ليس لنا وحدنا”. ويضيف: ”
تتعلق الرسالة الأولى بصورة روسيا ومصالحها الاقتصادية. فيريد الروس أن يظهروا للعالم، ولا سيما الزبائن المحتملين، أنّ أنظمتهم (الدفاعية) تعمل بشكل جيد وقادرة على اعتراض صواريخ سلاح الجو الإسرائيلي”.
وفي حين يرى المصدر الأمني أنّ المزاعم الروسية “غير واضحة على كل المستويات”، يقول إنّها تضمنت “معلومات مغلوطة”،
لافتاً إلى أنّ الآلية السارية المفعول والهادفة إلى تفادي الاحتكاكات غير المقصودة بين الإسرائيليين والروس في سماء سوريا “قائمة وتعمل بشكل صحيح”.
في هذا الإطار، يكتب كاسبيت: “يفترض البعض (في إسرائيل) أنّ روسيا تناور أيضاً لتحسين موقعها في المنطقة عقب تغيّر الإدارتيْن في واشنطن وتل أبيب”، ناقلاً عن المصدر الأمني قوله:
“لعلهم (الروس) يلمحون إلى تغيير في قواعد اللعبة، ولعلهم يرغبون في تقليص الحركة الإسرائيلية فوق سوريا”.
بدوره، يلمح مصدر أمني إسرائيلي بارز إلى أنّ الروس يبعثون رسائل إلى طهران أيضاً، قائلاً: “كذلك في طهران، تولت شخصية جديدة الرئاسة (..)”.
هنا، يلفت كاسبيت إلى أنّ بعض “المسؤولين الدفاعيين الإسرائيليين” يربطون بين “المزاعم الإسرائيلية” وتقرير لصحيفة “واشنطن بوست” نُشر قبل أسابيع،
وجاء فيه أنّ روسيا ستبيع إيران قمراً صناعياً متطوراً “سيمكّنها من تعقّب أهداف عسكرية محتملة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”.
وينقل كاسبيت عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع تعليقه بالقول: “ما من مصادفات”.
ويضيف المصدر: “عندما يبيعون (الروس) قمراً صناعياً من هذا النوع لإيران، فإنّهم يبعثون رسالة واضحة للجميع وليس لإيران حصراً”. لقراءة المقال كاملاً على “المونيتور”