الحدّ من أزمـــــة فقدان السلع غير ممكن إلا إذا
عن طوابير البنزين، حدِّث ولا حرج، فهي مستمرة أمام المحطات، ولم تختفِ رغم سريان قرار وزارة المالية بدعم عملية الاستيراد.
الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة لفت إلى أنّ، “هدف التاجر تحقيق الأرباح، وذلك يتم إمّا عبر الإبداع وجذب المستهلكين لشراء منتجاته والاستفادة من خدماته، أو عبر الاحتـــــكار للبيع بأسعار خيالية.
أما ما يحدث في لبنان من أزمـــــات فقدان للسلع فهو بسبب ظاهرة الاحتـــــكار التي تتبعها أيضاً ظاهرة التهـــــريب، والهدف البيع بأسعار أعلى وتحقيق أرباح أكثر”.
ولفت عجاقة في حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أنّ “بعض التجار في لبنان يقومون بعمليّتَي التهـــــريب والاحتكـــــار، خصوصاً لجهة المحـــــروقات، بهدف جني أرباح أكثر، وهذه العمـــــليات لن تتوقف حتى لو تمّ رفع الدعم،
لأنّ التجار سيستمرون في تحقيق الأرباح عبر رفع الأسعار في الأسواق السوداء، أو في الأسواق الســـــورية، والاستفادة من فرق السعر مقارنةً بالأسعار الرسمية في لبنان.
فمجرد رفع الدعم عند انتهاء مبلغ الـ225 مليون دولار، وارتفاع الأسعار في لبنان، سيتم رفع أسعار المنتجات في سوريـــــا”.
واعتبر عجاقة أنّه، “لا يمكن الحد من أزمة فقدان السلع في لبنان إذا ما لم تتم مكافـــــحة الاحتـــــكار، وذلك عبر طريقتين:
مكافحة السوق الافتراضي، أي التطبيقات التي تحدد سعر صرف الدولار، وضبط أسواق السلع والخدمات”.
وأضاف: “إذا ما لم تقم القوى الأمنـــــية بالضـــــرب بيد من حديد لجهة الاحتـــــكار والتهـــــريب، فإنّنا سنتوجّه إلى مشكلة”،
وهنا، استذكر عجاقة قولاً للاقتصادي الهندي، شين: “المجـــــاعة لا تأتي فقط جرّاء نقص المواد الغذائية، بل إثر آليات السوق لإيصال هذه المواد إلى المواطنين”.