“البلد مُفخّخ”… رسالةٌ تحذيريةٌ من مرجعيةٍ دينيّةٍ إلى السياسيين

الوكالة الوطنية للاعلام | 2021 – شباط – 12

أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في رسالة الجمعة، أن “لبنان في حاجة إلى غيث، وليس لقطرة، بحاجة إلى قامات وطنية تحسم أزمة البلد، وليس لعوامات دولية إقليمية”.
وأضاف، فهذا الخارج بكل زعيقه لم يقدم للبنان إلا الوعود الزائفة، ما يعني ضرورة المبادرة إلى تسوية داخلية، وليس تسوية تحت النار أو تسوية على وقع الجوع”، محذراً من “اللعب بالنار، لأن هذا البلد لا يتحمل حكومة شوارع، ولا حكومة أوكار وإعلام مرتزق واستثمار بالدم والنعيق، أو لعبة السنارة والطعم، كما لا يتحمل أكثريات سيئة وجماعات سجلها العدلي قذر، يجب أن نتذكر جيدا أن لبنان وطن، وليس عقارا للايجار أو بازارا للوكالات الحصرية”.

ولفت إلى أن “هذا البلد تشبع من الدماء والتضحيات، ومن غير المسموح مصادرة قراره السياسي، تحت أي ظرف على الإطلاق، ومن يظن أنه بالحصار والتجويع يمكن أن يقلب المعادلة هو واهم، بل يعيش عقدة خيال”، مؤكداً و”كسياق تغييري ضروري، يجب وضع حد لمافيات الأزمة المالية السياسية وطواغيت الفساد، لأن السلة التي لا تجمع ماء صاحبها لص، ولا نريد لصوص سلطة وسماسرة مرافق عامة وإقطاعية مزارع”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “الوباء السياسي أساسه صيغة لبنان الفاسدة، ويجب أن يعلم من يهمه الأمر أننا على مسافة مفخخة من مؤشرات انفجار كبير، لذلك المطلوب طبخة وطنية لا طبخات أجنبية”.
وتابع، “المطلوب لبننة لبنان وليس فرنسته أو أمركته. الحل يجب أن يكون هنا، وليس في الخارج. وما يجري الآن بخصوص الحكومة نزاع مكاسب على فوهة بركان نشط، وعلى طريقة الرسائل النارية، والمشكل الرئيسي عش الدبابير وموت الضمير وليس الخشية على شعب لبنان الجائع الممزق المنهوب بكل طوائفه وناسه، فبادروا سريعاً قبل فوات الأوان، والمطلوب حكومة أقطاب وطنية وسياسة بإمتياز، لأن التمثيل التقني موجود بكوكب آخر، وليس في لبنان، والمأزق الكارثي لا يقوم به إلا حكومة أقطاب وليس حكومة مستشارين ووكلاء”.
ووجّه خطابه للسياسيين، قائلاً: إن “أكثر البلد مفخخ، ومجرد التفكير بخريطة طريق إلغائية لأي أحد، وخاصة على مستوى الانتخابات يعني وضع البلد في وكر إبليس، ونحن لن نسمح للأبالسة بتغيير التاريخ، ولأن البلد مفتوح على شوارع الخارج بشدة، نعود ونؤكد أننا لن نقبل بكراسي مفخخة، أو بحكومة بلا لون، أو حكومة هدايا، كما أننا لن نقبل بدفع البلد نحو المتاريس. لأن المطلوب إنقاذ البلد ولا تصفيته. والتهديد على طريقة المافيا نحن أو إحراق البلد ليس إلا دعاية، لأن البلد لن يعود محلا للتسويات الخارجية السوداء”.
وختم المفتي قبلان:”لمن يهمه الأمر، يجب أن يفهم أن إغراق لبنان بالإعلام المدفوع والحقد الأعمى وغسيل الأدمغة عبر السم الإعلامي وتوظيف شياطين لسب الملائكة، لن يزيد أم الصبي في هذا البلد إلا ثقة وقوة وعزيمة ووطنية، ومن حرر البلد يجب أن يحميه، ولن نقبل أن يتحول لبنان فريسة مناطحات على طريقة الوكالات الخارجية التي تستثمر بالدماء والمتاريس والخراب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!