الإعلامي محمود جعفر: ما بعد كورونا تحولات قاسية عالمياً .. و لبنانياً: ستعود الساحات ملجئ الناس!
تركت أزمة وباء كورونا تداعياتها القاسية على العالم أجمع ، في مشهدٍ يُنذر بتحولاتٍ سابقة شهدها العالم بعيد كل حدثٍ عالميٍّ جامع ، إلا أنّ كورونا بحيثياتها أتت هذه المرة فوق كل التوقعات ، وليست على قياس أحد ، فعرَّت كل الدول ، واتّخذت من نفسها صفة المدافع والمتصدي والمهاجم والمستلقي.
العالم بعد كورونا ليس كما هو في منتصفها اليوم ، فتحولات قادمة وتغييرات حتماً آتية.
يرى مدير عام موقع تحقيقات والمدرب الصحفي ذات الاطلاع الواسع في مجالات السياسة والاقتصاد محمود جعفر ، أن ما بعد كورونا ليس كما قبلها ، ولعلّ وباء كورونا حسب قناعته هي الوسيلة لهذا التحول القادم ، في ظل اصطفافات كانت قائمة ، باتت اليوم بحكم المنتهية الصلاحية والخدمة ، وحتى الخطابات العالمية هي الأخرى ستبدأ بعزف مفرداتٍ مختلفة تماماً في القادم من الايام ، والكلام للإعلامي جعفر.
يصف الإعلامي محمود جعفر تلك الاصطفافات القادمة ب “القاسية” ، ذلك أن هناك معسكرات ستُنشأ لتنتقم من بعضها على خلفية ما ستنتجه أزمة كورونا ، التي حاولت دولاً عظمى استغلال مفاعيلها ، ولكنها في الحقيقة مقبرة للجميع خاصة لمن سعى للتخطيط والصعود السياسي عبرها.
وعن انهيارات اسواق المال العالمية ، يعتبر الإعلامي محمود جعفر ، أنه قد يكون من وراء ذلك بعض “الرحمة” لمن سيرحمه هذا الانهيار ، لأسواقٍ هي بطبيعة الحال باتت منصات ردع سياسية لمحاربة خصوم ضعفاء ، لكنها في ايّة حال ضربة عالمية ضخمة ، ستُشكل كابوساً للعالم أجمع.
لبنانياً .. يصف اجراءات الحكومة اللبنانية بالتصدي لهذا الوباء ب “المعتدلة” ، في وطنٍ بات بحكم المنهار.
وعن المستقبل القادم بعد كورونا ، لا يرى الإعلامي محمود جعفر سوى عودة للمظاهرات التي يعتقد انها قد تكون هذه المرة اشدّ من السابق ، وعنوانها العريض “سياسي” وبشكلٍ ظاهرٍ وواضح هذه المرة لا معيشي فقط ، حيث يعتبر ان الاحزاب جميعها ستدخل بها ويقود كل طرف حيِّز منها ، وهي (الأحزاب) التي استفادت من كورونا لاعادة احياء ذاتها لدى جماهير مناطقها.
وهل كلامه يعني أن أزمات لبنان مستمرة لا محال ؟
يجيب بأن اي ازمة بعد وباء كورونا مهما كانت عصيبة في الداخل اللبناني، هي أقل بمستويات مما سيشهده العالم من انهيارات قاسية ، لذا ، يتابع : سنبقى طبعاً في دائرة المخاطر ، إلى أن يعود الوضع تدريجياً لسياقه المعقول ، أقلّه بعد سنة من انتهاء وباء كورونا على خير ، ومن مِنّا سيدرك متى ينتهي ، لأن نهايته وفق قناعة الاعلامي جعفر لم تعدّ فقط صحية عبر تأمين علاجات وأدوية ، بل وسياسية أيضاً!