افلاس كامل في كل المؤسسات والسلطه لا تبالي
لا يمكن انتظار حلول من سلطة جاع شعبها وتشرد دون أن تبالي الا لحساباتها و مصالحها الضيقة، فيما الناس فقدت الرجاء بوطن حقيقي و كفرت بأهل السلطة والنظام وباتت تبحث عن خلاص بأي ثمن من “جهنم” الطبقة الحاكمة.
لم يحدث كلام رئيس الجمهورية الاخير وقعا في الساحة اللبنانية التي تعصف بالازمات ، بل مر مرور الكرام كونه اجترار لمواقف بات يعرفها معظم الشعب اللبناني وحفظها عن ظهر قلب ، فبالتالي ليس من جديد في صراع الحصص و التوزيع داخل تشكيلة حكومة فقدت وظيفتها الأساسية كون شعارها وفق المبادرة الفرنسية “حكومة مهمة” لمدة 6 أشهر ينحصر عملها في ترتيب الوضع الداخلي والحؤول دون الانفجار الحتمي.
حسابات عون في مكان آخر، وهو يسعى بأقصى جهده لتوريث خليفته جبران باسيل وجعله الرقم الصعب في المعادلة السياسية ، و هذا دونه عقبات داخلية و معوقات خارجية ، تبدأ بمواصفات شخصية للصهر “الفولاذي” ولا تنتهي بتيار سياسي فقد وزنه الشعبي منذ 17 تشرين الاول 2019.
تفيد المعطيات الأخيرة ان الأطراف المتنازعة على مواقفها و عملية الاستقواء بالخارج ستزيد المشهد اللبناني تعقيدا، خصوصا في ضوء مؤشرات عن موجة عقوبات متجددة على السلطة القائمة علها ترتدع وتلتفت لكيفية مواجهة الازمات والكوارث.
يؤكد ديبلوماسي أوروبي عن استنفاد كل الفرص المتاحة لاقناع اهل السلطة في لبنان بانهم فقدوا المشروعية لقيادة شعبهم، ما يحتم تغيير نهج التعامل نحو مزيد من التشدد و فرض اجرءات عقابية في المرحلة المقبلة، فليس من سبيل نفع طوال الفترة الماضية في إقناع أولياء الأمر بأن لبنان بات مفلسا والشعب اللبناني على أبواب مجاعة حقيقية جراء أضخم عملية فساد سجلها التاريخ.
المدهش بأن ما يعم الوسط الديبلوماسي يدركه جيدا أصحاب الشان لكنهم يتجنبون اجراء مجرد مراجعة قد تحدث تراجعا أمام أهوال المصائب، اكثر من ذلك تتسرب أحاديث من صالونات مغلقة تراهن على كيفية الاستفادة من الانهيار في السلطة المركزية لتحسين أوضاع و تعزيز مواقع، ما يؤكد بأن حالة الإنكار الحاصلة لن تؤدي الا الانفجار الكبير.