اسرائيل تكسر قواعد الاشتباك هل يرد الحزب
كسرت اسرائيل امس قواعد الاشتباك التي رسمت منذ العام ٢٠٠٦ بينها وبين “الحزب ” في الساحة اللبنانية.
منذ مدة تحاول اسرائيل القيام بأمر مماثل، اذ ان هناك وجة نظر داخلية تقول بأن الوقت الحالي مناسب لمثل هذا الامر بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان والتي ستشكل رادعا للحزب من اي تصعيد.
استغلت تل ابيب اطلاق ثلاثة صواريخ امس، لكي تبدأ موجة ردود هي الاكبر منذ سنوات، حيث استهدفت اطراف عدد من البلدات اللبنانية بعشرات القذائف المدفعية على ثلاث دفعات،
ليتوقف القصف بعد ذلك، وليستأنف بغاراتين ليليتين استهدفتا منطقة المحمودية.
خطورة ما حصل ليلا، ان اسرائيل نفذت الغارة الاولى لها منذ حرب تموز على الاراضي اللبنانية،
اذ يمكن ملاحظة امرين، الاول ان اسرائيل اصرت على تنفيذ غارة جوية بعد ساعات من اطلاق الصواريخ وبعد رد متوازن قامت به خلال النهار،
والثاني انها اختارت منطقة في عمق الاراضي اللبنانية وليس عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
من الواضح ان تل ابيب تريد جس نبض “الحزب ” لمعرفة حجم ردود فعله على تجاوزها خطا احمر كان قد وضعه الحزب وحرص على منع المس به،
اذ ان الغارة نفذت في منطقة مفتوحة ولم يستهدف فيها اي موقع للحزب، كانت رسالة وفرصة وجس نبض، لذلك اختيرت منطقة بعيدة نسبيا عن الحدود.
منذ فشل سياسة المعارك بين الحروب في سوريا، والتي كانت تهدف الى منع مراكمة “الحزب ” للقوة النوعية، بدأت اسرائيل تفكر في كيفية تنفيذ ضربات في الداخل اللبناني لاستهداف ما تعتقد انه مخازن للصواريخ الدقيقة.
لا تضمن تل ابيب ان يؤدي اي استهداف لمثل هكذا مخازن الى معركة محدودة والا كانت نفذت ضرباتها منذ اشهر، من هنا يأتي الردع الذي فرضه الحزب:
اي غارة على مواقع داخل الاراضي اللبنانية يستوجب ردا جديا غير محدود، لان الحزب حريص على الحفاظ على المكتسبات التي حصّلها في السنوات الماضية في صراعه مع اسرائيل وسيمنع اي كسر لقواعد الاشتباك معها.
ليلاً، جست تل ابيب نبض “الحزب ” بغارة جوية على لبنان، وستنتظر ردة فعله.
ربما تعتقد ان عدم رد الحزب سيفتح بابا جديا لتكرار غارتها الجوية واستهدافها موقعا من هنا ومخزنا من هناك.
وبالنظر الى التجارب السابقة، من الصعب ان تمر الغارة من دون رد، فهي ليست حدثاً داخل الاراضي السورية، بل داخل حدود لبنان التي يحرص الحزب على الحفاظ فيها على توازن ردع دقيق جدا،
وهذا ما حصل بعد الغارة على جديدة يابوس مثلا، وغيرها من الاحداث،
حتى ان الحزب يلوح بطريقة غير مباشرة بأن الانهيار في لبنان قد يفتح باب الفوضى تجاه اسرائيل، اي انه سيغير قواعد الاشتباك على حسابها، فكيف سيقبل محاولة تل ابيب تغيير القواعد على حسابه؟