هكذا فكّكت استخبارات الجيش «خلية كفتون

تمكّنت استخبارات الجيش، قبيل منتصف ليل أمس، من إعادة توقيف المشتبه فيه عبد الرزاق الرز، أحد أفراد «خلية كفتون»، في أحد أحراج الضنية مصاباً برصاصة في ظهره. والأخير كان قد أوقف أمام المبنى الذي يقطن فيه في منطقة البداوي، أول من أمس، لكنه تمكّن من الفرار بعد تعرض عناصر القوة لهجوم أدى الى استشهاد أربعة منهم. وكثّفت استخبارات الجيش، أمس، البحث عن المشتبه فيه أحمد الشامي، آخر المتبقين من أفراد الخلية.
مداهمة الرز، ليل الأحد، تمت استناداً إلى إفادة أحد الموقوفين بأنّ الشامي والعقل المدبّر للخلية خالد التلّاوي (أوقف سنتين بتهمة الارهاب وأُطلق عام 2017) تواصلا مع صاحب دكان في البداوي سائلين إياه عن ملابس طلبا من الرزّ تأمينها لهما. بناء على ذلك، طلب المحقق من مكتب استخبارات الجيش إرسال دورية إلى البداوي لإحضار الرز الذي أُوقف أمام المبنى الذي يقطن فيه مع زوجته وولديه. ضمّت الدورية ستة عناصر، صعد أربعة منهم برفقة الموقوف لتفتيش شقّته التي كان التلّاوي والشامي مختبئين داخلها، من دون وجود أي معلومة لدى الاجهزة الامنية بشأن ذلك. فتح الرز باب المنزل ودخل إلى الشقة برفقة ثلاثة عناصر، ليواجههم التلاوي والشامي بإلقاء قنبلتين وإطلاق النار على القوة المداهمة فقُتل ثلاثة عناصر على الفور وأصيب الرابع بجروح خطرة، وما لبث أن فارق الحياة. كما أُصيبت سيدة وابنها من سكان المبنى، وكذلك أُصيب الرز برصاصة في ظهره. وتمكن الثلاثة من مغادرة المبنى عبر مبنى آخر ملاصق قبل أن يستولوا على سيارة بعد تهديد سائقها بالسلاح، وانتقلوا بها في اتجاه الضنية. ولدى وصولهم الى حاجز بلدة عشاش، لم يمتثل سائق السيارة لإشارة الحاجز بالتوقف، فدفع عناصر الحاجز بالشوكة الحديدية أمام السيارة التي أكملت طريقها لنحو ٥٠٠ متر قبل أن ينزل منها المشتبه فيهم ويتواروا في الأحراج.
قرابة الثانية فجراً، خرج التلاوي من مخبئه لسبب غير معروف، ويرجح أنه فعل ذلك إما لاحضار اسعافات أولية لمساعدة الرز أو لسرقة سيارة للهرب. صادف التلاوي أحد عناصر الجيش الذي طلب منه التوقف، فردّ التلاوي بأنه من «المخابرات»، قبل أن يُطلق النار من مسدس في اتجاه العسكري. أصابت الطلقة مخزن سلاح العسكري الذي ردّ بإطلاق النار، وأردى التلاوي قتيلاً.

كيف وصل الجيش إلى الرأس المدبر لخلية كفتون التي ارتكبت جريمة راح ضحيتها ثلاثة أشخاص في البلدة الكورانية الشهر الماضي؟
علمت «الأخبار» أن فك لغز جريمة كفتون انطلق من السيارة التي استُخدمت في الجريمة. بدأ البحث لتحديد مالك السيارة الحالي، وهي من نوع هوندا، بعدما تبين أنّه جرى بيعها ست مرات قبل أن تصل للشاري الأخير بهجت التلاوي، شقيق خالد. وكشفت التحقيقات أنّ الأخير هو من كان يستعملها غالباً، وأنّ منفّذي جريمة كفتون كانوا أربعة، بينهم التلاوي والشامي. وفيما ذكر اثنان من الموقوفين أنّ التلاوي كان أمير المجموعة، أشارت المعلومات إلى أنه كان بمثابة مصدر معلومات والرابط المباشر بين لبنان والخارج.
وأدت التحقيقات إلى تحديد اثنين آخرين من المشتبه فيهم، هما يوسف خلف وأحمد الشامي، بصفتهما مشاركَين رئيسيَّين في جريمة كفتون. ولا يزال الشامي متوارياً عن الانظار.
وعلمت «الأخبار» أنّ حصيلة الموقوفين بلغت 13 شخصاً. أما عن أهداف هذه الخلية، فكانت متعددة منها ضرب الجيش وافتعال المشاكل لهزّ السلم الأهلي بعدما اتفقوا على تمويل عملياتهم من أعمال السرقة. واللافت في إفادات الموقوفين حديثهم عن كونهم سرقوا كابلات كهرباء وبضائع ببضعة مئات آلاف من الليرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!