هدايا عونية بلا قيد او شرط فهل ترضى واشنطن
كثيرة هي الدلائل التي تشير الى أن التيار “الوطني الحر” لا يزال يراهن على تسوية أوضاعه الأوروبية عموماً والاميركية بشكل خاص.
لكن الاهم أن حركة الانحياز الكامل التي أقدم عليها التيار لصالح “الحزب ” في المرحلة الماضية يعود عنها اليوم تدريجياً بالتزامن مع التحولات الحاصلة في السياسية الاميركية والتي يراقبها التيار عن كثب.
يتطلع رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل نحو التغييرات في الإدارة الديمقراطية الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية آملاً رفع العقوبات عنه رغم النصائح والتسريبات التي نُقلت له مؤكدة ان ازالة العقوبات ليست أمراً تفصيليا بل مرتبط بالنظام القانوني في الولايات.
ووفق مصادر متابعة، فإن باسيل قد تردد كثيرا في الاشهر الماضية بالقيام بخطوات قانونية ضد الادارة الاميركية لأنه يراهن على التأثير الايجابي في ملف العقوبات لبعض النافذين المقرّبين من ادارة الرئيس جو بايدن من دون ان يضطر الى التصعيد وحرق كل المراكب مع واشنطن!
ولفتت المصادر الى ان التيار “الوطني الحر” تواصل مع الموفد الاميركي دايفيد هيل خلال زيارته الاخيرة الى بيروت وذلك عبر قنوات مختلفة طالباً منه وعداً برفع العقوبات عن باسيل مقابل تنازلات سياسية من التيار بلا قيد او شرط ترضي واشنطن، ولعلّ سحب مرسوم ترسيم الحدود من التداول هو أولى الهدايا العونية للادارة الاميركية.
من الواضح انه وبالرغم من تمسّك باسيل بحلفه مع “الحزب ، غير أنه لا يجد نفسه ابدا في خندق واحد معه لأن ذلك بات يؤثر سلباً على شعبيته التي تهاوت في السنوات الاخيرة ما جعله مضطراً امام الرأي العام المسيحي لحفظ وضعيته مع الغرب،
الامر الذي جرى تسريبه من قبل الاوساط السياسية العونية المقرّبة من الاوروبيين لتمكين عملية التقارب المستجد بينهما وإعادة التواصل الاوروبي والروسي، رغم ان باسيل لا يزال يفضّل الارتباط المباشر مع الاميركيين.
وانطلاقاً من كل ما سبق، يبدو أن مراقبة الأداء السياسي للتيار الوطني الحر وسلوك “العهد” بات مهمّاً للغاية خصوصاً في المرحلة المقبلة وحتى موعد الانتخابات النيابية،
اذ انه سيلجأ ربما الى التمايز بشكل لافت عن “الحزب ” بهدف ضمان استعادة قاعدته الشعبية ولن يسمح مهما كلف الامر بقطع شعرة معاوية مع واشنطن.