مشكلتكم في مكان آخر: اتركوا ميقاتي وحكومته يعملان
مَن يتابع بعض المواقف السياسية والتحليلات الصحافية، يعتقد للوهلة الاولى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو مَنْ إتخذ قرار تعطيل حكومته منذ الثالث عشر من شهر تشرين الفائت ويقف متفرجا على إستمرار معاناة اللبنانيين من الغلاء الفاحش وارتفاع الاسعار، وبالتالي فالمشكلة هي عنده شخصيا.
واذا كان يمكن تبرير ما يقوله بعض “المحللين السياسيين والاستراتيجيين” المدفوعي الاجر مسبقا، ممن يتنقلون من شاشة الى أخرى ومن صحيفة الى آخرى للادلاء بما يملى عليهم به من عند “رضوان” يتنعم باقامة مريحة، أو من عند مَنْ امضى “نهاد” اربعين عاما غير ثابت على أساس واضح،
او من عند “الممانع الأمين الواقف كهتلر في زمانه”، فان ما لا يمكن فهمه هو حال النكران التي يعيشها بعض أهل السياسة وتجاهلهم الواقع المدموغ بمعاناة اللبنانيين، وهنا يقتضي طرح بعض الاسئلة التي تحمل إجاباتها في متنها:
فلننطلق من البداية: هل رئيس الحكومة هو الذي فرض نفسه فرضا أم أن اهل السلطة أجمعوا على مناشدته القبول بالمسؤولية كونه القادر على الانقاذ وأن يكون صلة الوصل بين الجميع، بعدما سدت السقوف العالية كل منافذ الحل؟
هل رئيس الحكومة هو مَنْ وضع معادلة ” إما البيطار او الحكومة” ليطلب منه ان يبحث عن الحل؟
هل رئيس الحكومة له مصلحة في إفشال حكومته ليحاول البعض وضع العقدة والحل عنده؟
هل رئيس الحكومة إقتنع بجدوى التعطيل وجلس يصرّف الاعمال، أم انه استنفر كل اتصالاته الخارجية سعيا للحل ويكثف اجتماعاته الوزارية لانجاز الملفات المطلوبة تمهيدا للعودة الى عقد جلسات مجلس الوزراء؟
الاسئلة تطول والاكثر وضوحا من بينها: ماذا لو قرر رئيس الحكومة ان ينتفض ويرفض واقع التعطيل المرير الذي يحاول البعض اطالة امده لاهداف لا علاقة لرئيس الحكومة والحكومة بها؟
هل يتحمل الوضع هكذا خضة؟
أليس الاحرى بالجميع أن يشكروا رئيس الحكومة لانه قبل ان يحمل بصدره كل الامور ويسعى جاهدا للحل؟
رئيس الحكومة بالتأكيد من النوع الذي يعطي النقاش والحوار كل مداه بروح الانفتاح والايجابية، ولكنه ايضا من النوع الذي يحسم سريعا عندما تصل الامور الى خواتيمها،
وقد إختبرتموه جميعكم سابقا وعرفتم أنه من النوع الذي يقول ويفعل، فاعيدوا حساباتكم سريعا واتركوه وحكومته يعملان لانقاذ الوطن والشعب مما هم فيه.