عكار تتشح بالسواد.. الرواية الكاملة لاستشهاد العسكريين ومقتل التلاوي…
رغم الفقر والحرمان والاهمال لم تبخل عكار يوما على المؤسسة العسكرية وعلى الوطن، فهي ليست المرة الاولى التي تقدم فيها شهداء للجيش اللبناني الذي تعتبر خزانه الأول، فاغلب العائلات في قرى وبلدات عكار لديها عنصر او اكثر في الجيش روحه على كفه ومستعد في أي لحظة للدفاع والتضحية ليروي بدمائه تراب لبنان.
اتشحت عكار بالسواد والحزن حدادا على ابطالها الشهداء الأربعة الذين قدمتهم على مذبح الوطن لحمايته من الارهاب الذي لا دين له ويهدد جميع اللبنانيين، حيث كانت ضربته الاخيرة بعد مجزرة كفتون – الكورة الذي ذهب ضحيتها 3 شبان من البلدة، ليل “الاحد الاسود”
خلال مداهمة مخابرات الجيش اللبناني منزل احد الارهابين المطلوبين في جريمة كفتون في جبل البداوي الذي كان موجودا مع ارهابيين اخرين اطلقوا النار والقوا قنبلة على عناصر الدورية ما ادى الى استشهاد كل من المعاون نهاد مصطفى(من بلدة شان) الرقيب لؤي ملحم (مشمش)، العريف شربل طلال جبيلي (كرم عصفور) والعريف أنطوني تقلا (عندقت).
في تفاصيل ما حصل ليل الاحد في جبل البداوي، تروي مصادر خاصة لـ”سفير الشمال” ان دورية من مخابرات الجيش في مكتب المنية مؤلفة من 4 عناصر كانت تستعد عند الساعة العاشرة ليلا لمداهمة شقة يسكن فيها المطلوب عبدالرزاق الرز في جبل البداوي بالقرب من مدخل المخيم، حيث تمكنوا من توقيفه عند مدخل المبنى الذي يقطن فيه، قبل التوجه الى شقته في الطابق الثالث لتفتيشها،
ليفاجئوا بوجود الارهابيين خالد التلاوي واحمد الشامي اللذين قاما باطلاق وابل من الرصاص باتجاههم قبل ان يلقي التلاوي قنبلة على عناصر الدورية ما ادى الى استشهاد 3 من العناصر واصابة الرابع الذي ما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجراحه، واصابة الموقوف الرز.
وتتابع المصادر: انه بعد استشهاد عناصر المخابرات وقبل وصول تعزيزات الجيش الى المنطقة قام رئيس الخلية الارهابية خالد التلاوي وأحمد الشامي وعبدالرحمن الرز باخذ “جيلي” مخابرات الجيش واسلحتهم وتوجهوا الى الشارع حيث سلبوا احد الاشخاص سيارة من نوع مرسيدس وفروا باتجاه الضنية.
وتضيف المصادر: عند وصول الارهابيين الى حاجز منطقة عشاش – الضنية ونتيجة للتعميم السريع الذي اطلق على حواجز المنطقة اشتبه العسكري المناوب بهم وهم يلبسون ثياب المخابرات وطلب منهم التوقف للتأكد منهم فسرعان ما حاولوا الهروب رغم رمي “الشوكة” بطريقهم لاعاقتهم حيث توقفت السيارة بعد 400 مترا من الحاجز ولاذوا بالفرار باتجاه الاحراج.
وأشارت المصادر الى أنه على الفور طوّق الجيش اللبناني المنطقة وبدأت القوة الضاربة في مخابرات الجيش بتمشيط المنطقة بحثا عن الارهابيين باتجاه محلّة رشعين – طريق بنحي حيث اختبؤا. وخلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار باتجاه أحد العسكريين الذي ردّ عليه بالمثل،
ما أدى إلى مقتله على الفور، ولاتزال العملية الامنية مستمرة لملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية حيث يختبئون داخل احراج وعرة بين الضنية وزغرتا الامر الذي يصعّب المهمة على الجيش العازم على توقيفهم ودحر المجموعات الارهابية وقد تمكن من توقيف عبدالرزاق الرز في حين بقي أحمد الشامي الملقب بـ″أحمد أنس″ متواري عن الانظار.
وتختم المصادر: هذه الخلية الارهابية تسببت باستشهاد 7 شبان بين كفتون الكورة والبداوي وهي من اخطر الخلايا حيث ان جميع افرادها مدربين ولديهم مهارات في القتال والهروب واضافة الى الاسماء المذكورة هناك مطلوب آخر متواري عن الانظار وهو يوسف خلف “ابو وضاح” الذي داهمته شعبة المعلومات في البيرة وتمكن من الهرب.